“يمكن لملايين الأشخاص العودة إلى سوريا”: هكذا ترد الولايات المتحدة والصين ودول أخرى على سقوط نظام الأسد
موقع اخبار بلجيكا vtmnews _ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أثار موجة من ردود الفعل الدولية، تراوحت بين الترحيب والتحفظ، حيث أبدت الدول الكبرى والمنظمات الإقليمية والدولية رؤاها المختلفة بشأن المستقبل السياسي لسوريا.
الولايات المتحدة الأمريكية: الأولوية لمنع عودة داعش
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتابع عن كثب “الأحداث الاستثنائية” في سوريا، مع التأكيد على استمرار التشاور مع الشركاء الإقليميين. حيث صرح دانييل شابيرو، مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، خلال مؤتمر أمني في البحرين، أن الولايات المتحدة ستواصل وجودها في سوريا للحيلولة دون عودة تنظيم داعش الإرهابي.
من جانبه، أشار الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب إلى أن الأسد فقد دعم روسيا، مما أدى إلى انهيار نظامه. وقال إن “روسيا وإيران في موقف ضعيف” بسبب الحرب الأوكرانية والأزمة الاقتصادية الإيرانية، معتبراً ذلك فرصة لتحقيق استقرار جديد في المنطقة.
الصين: دعوة للاستقرار في سوريا
أعربت الصين عن أملها في استقرار الأوضاع في سوريا قريباً، مؤكدة أن سفارتها ستظل مفتوحة. حيث دعت وزارة الخارجية الصينية “الأطراف السورية المعنية” إلى ضمان أمن المؤسسات والعاملين الصينيين في البلاد، بعد أن ساعدت مواطنيها على مغادرة سوريا.
إسرائيل: قلقة بشأن الأسلحة والمناطق الحدودية
أعربت إسرائيل عن دهشتها من سرعة انهيار النظام السوري. حيث ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية نفذت غارات لمنع وقوع أسلحة النظام السوري في أيدي المتمردين. لكنها أكدت أنها لن تتدخل عسكرياً إلا إذا تعرضت مصالحها للتهديد. وفي الوقت نفسه، أرسلت إسرائيل قوات إضافية إلى المناطق الحدودية لضمان أمنها، وسط مخاوف من تسلل متطرفين إلى المناطق العازلة.
تركيا: فرصة لعودة ملايين اللاجئين إلى سوريا
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة لعودة ملايين النازحين السوريين. وحذر من أن سوريا لن تتمكن من إعادة بناء نفسها دون دعم دولي، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها ومنع الجماعات الإرهابية من استغلال الوضع.
الدول الأوروبية: ترحيب وتحذير
رحبت الدول الأوروبية الكبرى بسقوط النظام السوري، مع تحذيرات من مخاطر التطرف. حيث وصفت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” الحدث بأنه “ارتياح كبير”، داعية إلى تجنب وقوع البلاد في أيدي جماعات متطرفة. من جانبها، طالبت فرنسا بانتقال سياسي سلمي، بينما شددت إسبانيا على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيم البلاد.
لبنان: انسحاب حزب الله من سوريا
أفادت مصادر عسكرية أن حزب الله اللبناني بدأ سحب قواته من المناطق السورية، بما في ذلك بلدة القصير، التي كانت طريق إمداد استراتيجي للحركة منذ عام 2013. يأتي الانسحاب وسط تقارير عن استهداف إسرائيل لقوافل عسكرية تابعة للحزب. ويبدو أن سقوط النظام قد دفع حزب الله إلى إعادة تموضع قواته لتجنب المزيد من الخسائر.
الأكراد: تفاؤل ببناء سوريا جديدة
أعربت قوات سوريا الديمقراطية، بقيادة القائد مظلوم عبدي، عن تفاؤلها بفرص بناء دولة ديمقراطية تضمن حقوق جميع السوريين. ووصف عبدي سقوط الأسد بأنه “لحظة تاريخية”، مشيراً إلى إمكانية تأسيس نظام جديد قائم على العدالة والمساواة.
إقرأ أيضاً: ما هو مصير السوريين في بلجيكا ؟
نظرة إلى المستقبل في سوريا
بينما تنقسم المواقف الدولية حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا، يبقى المستقبل معلقاً بين فرص إعادة البناء السياسي والاجتماعي، ومخاطر استمرار التوترات والنزاعات المسلحة. يتفق المراقبون على أن أي استقرار حقيقي يتطلب تعاوناً دولياً لضمان انتقال سلس وديمقراطي، يحفظ وحدة الأراضي السورية ويمنع عودة التطرف.