هل يؤدي تعليق الدعم الأمريكي إلى انهيار الجبهة الأوكرانية؟

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ لا يزال الجيش الأوكراني يعتمد بشكل أساسي على الدعم الأمريكي، الذي يشمل أنظمة دفاع متطورة مثل باتريوت، ودبابات أبرامز، وصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب الذخائر والمعدات.
حيث لعب هذا الدعم دورًا محوريًا في تعزيز قدرة أوكرانيا على التصدي للهجمات الروسية والحفاظ على جبهاتها العسكرية. ومع ذلك، يواجه الجيش الأوكراني تحديات كبيرة بعد قرار الولايات المتحدة تعليق مساعداتها العسكرية مؤقتًا، مما يهدد بخلل في التوازن العسكري. ووفقًا للجنرال الهولندي السابق “مارت دي كرويف”، فإن توقف وصول أنظمة الدفاع الجوي باتريوت سيؤدي إلى فجوة لا يمكن تعويضها بسهولة. حيث لا تمتلك الدول الأوروبية بدائل بنفس الكفاءة والقدرة.
ولكن في الوقت نفسه، تواصل الدول الأوروبية تقديم مساعدات عسكرية تشمل الأسلحة والذخائر لدعم أوكرانيا. في المقابل، يرى خبير السياسة الدولية “يان بالياو” أن أوكرانيا لا تزال قادرة على الصمود لعدة أشهر حتى في غياب الدعم الأمريكي المباشر، مستفيدة من المساعدات السابقة والمخزون العسكري المتوفر لديها.
ماذا يعني غياب الدعم الأمريكي عن أوكرانيا؟
يعتمد الجيش الأوكراني على الولايات المتحدة في عدة مجالات حاسمة، وأبرزها أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل باتريوت، التي تستطيع اعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية، في حين أن الأنظمة الأوروبية مثل التي تمتلكها فرنسا وألمانيا أقل كفاءة وفعالية.
وبمجرد نفاد صواريخ هذه الأنظمة، تصبح المدن الأوكرانية أكثر عرضة للهجمات الروسية، خاصة وأن موسكو لا تميز غالبًا بين الأهداف العسكرية والمدنية.
إلى جانب الدفاع الجوي، هناك مشكلة أخرى تتعلق بسلاسة تشغيل سلاح الجو الأوكراني، إذ تعتمد مقاتلات F-16 الأوكرانية على قطع غيار أمريكية، ما يعني أنها قد تخرج عن الخدمة إذا لم تتوفر تلك القطع. كما يشكل غياب المعلومات الاستخباراتية الأمريكية تحديًا كبيرًا، حيث تعتمد أوكرانيا على هذه البيانات لضرب الأهداف بعيدة المدى بدقة عالية.
ورغم أن أوروبا تنتج ذخائر مدفعية أكثر من الولايات المتحدة. إلا أن الكميات المتاحة لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الضخمة للجيش الأوكراني. كما أن هناك تهديدًا إضافيًا يتمثل في احتمالية فقدان خدمة “ستارلينك”، التي توفر الاتصالات العسكرية في المناطق النائية أو المدمرة، خاصة وأنها مملوكة للملياردير “إيلون ماسك”، الذي يرتبط بعلاقات مع الإدارة الأمريكية. وحتى الآن، لم يتم الإعلان عن إدراج ستارلينك ضمن التعليق الأمريكي. لكن هناك مخاوف من أن يصبح ذلك واقعًا قريبًا.
هل يجبر ترامب أوكرانيا على الاستسلام؟
الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” لم يعلق رسميًا بعد على القرار. لكن أعضاء البرلمان الأوكراني وصفوه بأنه دفعة نحو الاستسلام تصب في مصلحة موسكو. رغم ذلك، لا يرى الجنرال الهولندي “دي كرويف” أن الجيش الأوكراني سيُجبر على التراجع الفوري. مشيرًا إلى أن القوات الروسية نفسها ليست في وضع قوي كما كانت سابقًا. حيث فشلت في تحقيق تقدم كبير رغم محاولاتها المتكررة خلال الأشهر الأخيرة.
ويتفق “يان بالياو” مع هذا الرأي، موضحًا أن أوكرانيا تنتج أكثر من نصف أسلحتها، فيما تمثل الإمدادات الأمريكية ما بين 20% إلى 30% فقط. لكنها تشمل معدات عالية التقنية مثل أنظمة الدفاع الجوي.
كم تستطيع أوكرانيا الصمود بدون الدعم الأمريكي؟
تشير التقديرات إلى أن أوكرانيا قادرة على الاستمرار في القتال لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 أشهر بدون المساعدات الأمريكية. وفي حين أن القوات الأوكرانية تأمل في استعادة أراضٍ من روسيا، إلا أن الأولوية حاليًا هي الدفاع عن الأراضي القائمة.
وبحسب مراسل الشؤون العسكرية “ميخائيل دريبيرجين”، فإن الجنود الأوكرانيين في منطقة دونباس الأوكرانية يدركون أن هذا اليوم سيأتي. حيث كانوا يتوقعون أن يعتمدوا على أوروبا وحدها في المرحلة القادمة. كما أشار إلى أن هناك أملًا في أن تعود واشنطن لدعم أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع تصاعد الضغوط السياسية داخل الولايات المتحدة لاستئناف المساعدات العسكرية.