قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.. القمة الأوروبية الأهم منذ الحرب الباردة

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ تشهد بروكسل غدًا الخميس واحدة من أهم القمم الأوروبية منذ نهاية الحرب الباردة، حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى وضع أسس استراتيجية جديدة للدفاع المشترك، سواء بالتعاون مع حلف الناتو أو بشكل مستقل إذا اقتضت الضرورة. في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتغير موازين القوى العالمية، بات من الضروري إعادة تقييم السياسة الدفاعية للقارة الأوروبية وتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات المستقبلية.
زيادة الاستثمارات الدفاعية.. رؤية رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر
يُعَد رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر من أبرز الداعمين لرفع ميزانية الدفاع الأوروبي. حيث يسعى إلى زيادة الاستثمارات العسكرية إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. هذه الخطوة تتجاوز حتى التوصيات الحالية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يطالب الدول الأعضاء بإنفاق 2٪ من ناتجها المحلي على الدفاع.
يرى “دي ويفر” أن أوروبا لا يمكنها الاعتماد بشكل كامل على الحماية الأمريكية، خاصة مع تزايد الدعوات في الولايات المتحدة لتقليص التزاماتها العسكرية الخارجية. لذلك، يدفع نحو إنشاء منظومة دفاعية أوروبية أكثر استقلالية، قادرة على مواجهة التهديدات دون الاعتماد المطلق على واشنطن.
التحديات التي تواجه القمة الأوروبية
تتزامن هذه القمة مع أزمات متفاقمة، أبرزها الحرب في أوكرانيا، التهديدات الروسية المستمرة، والاضطرابات في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما أن التقلبات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي تجعل من الصعب تحقيق توافق سريع بشأن القضايا الدفاعية. حيث لا تزال بعض الدول مترددة في زيادة ميزانياتها العسكرية أو الابتعاد عن المظلة الأمنية التي يوفرها حلف الناتو.
أحد الأسئلة الجوهرية المطروحة هو مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولية أمنه بشكل مستقل، في حال تغيرت الأولويات الأمريكية أو قررت واشنطن خفض التزاماتها الدفاعية تجاه أوروبا.
هل تتحول أوروبا إلى قوة عسكرية مستقلة؟
على الرغم من استمرار الشراكة مع حلف الناتو، هناك محاولات أوروبية جادة لتعزيز التعاون العسكري داخل الاتحاد. بما في ذلك مشاريع مشتركة لتطوير القدرات الدفاعية وإنشاء قوات أوروبية سريعة الانتشار. ومع ذلك، لا يزال هذا الهدف يتطلب التزامًا ماليًا وسياسيًا طويل الأمد من جميع الدول الأعضاء.
قمة الغد قد تكون نقطة تحول في السياسة الدفاعية الأوروبية. حيث سيتم اتخاذ قرارات حاسمة حول زيادة الإنفاق العسكري، تطوير الصناعات الدفاعية، وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات أمنية مستقلة. في حال نجاحها، قد تضع القمة أسسًا جديدة لأوروبا أكثر قدرة على حماية أمنها دون الاعتماد الكامل على الحلفاء الخارجيين.