عالم الفيروسات مارك فان رانست يواجه موجة كراهية متزايدة

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ على الرغم من أن جائحة كورونا في بلجيكا أصبحت جزءًا من الماضي، إلا أن الكراهية تجاهها لا تزال تتزايد، كما يوضح عالم الفيروسات البلجيكي مارك فان رانست في كتابه الجديد “فيرولوجيكا: محاربة عدو صغير وكبير”.

الكتاب لا يقدم فقط معلومات علمية عن الفيروسات. بل يروي أيضًا قصة شخصية لعالم الفيروسات البلجيكي مارك فان رانست الذي واجه هجمات شرسة على مصداقيته وتصريحاته أثناء أزمة كورونا في بلجيكا. وصولًا إلى تهديدات بالقتل ورسائل الكراهية التي ملأت 40 صفحة من الكتاب.

الكراهية تتزايد حتى بعد انتهاء الوباء

يؤكد مارك فان رانست أن عدد رسائل الكراهية التي يتلقاها لا يزال في ارتفاع مستمر، حتى بعد انتهاء الجائحة. ويشير إلى أن شهر يناير/كانون الثاني 2024 وحده، شهد وصول عدد من اللعنات والتهديدات يعادل ما تلقاه خلال الفترة بين عامي 2020 و2023. ويربط هذا التصاعد بعدة عوامل، منها تغييرات في منصات التواصل الاجتماعي مثل شراء إيلون ماسك لمنصة “X” (تويتر سابقًا)، مما أدى إلى تراجع الاعتدال وانتشار المعلومات المضللة. بالإضافة إلى ذلك، يرى مارك فان رانست أن انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات الأمريكية المتحدة ساهم في زيادة التطرف وانتشار الكراهية عبر الإنترنت.

وسائل التواصل الاجتماعي: ساحة معركة ضد التطرف

عالم الفيروسات البلجيكي مارك فان رانست لا يتردد في التعبير عن آرائه بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يواجه التهديدات والكراهية بإجابات حادة. ويؤكد أنه لا يبحث عن المشاكل، لكنه يرفض الصمت في مواجهة التطرف. ويشير إلى أن علماء فيروسات بلجيكيين آخرين، مثل “ستيفن فان جوشت” و”إريكا فليغي”، ربما يتلقون كراهية أقل بسبب انخفاض نشاطهم على هذه المنصات. لكن هذا لا يعني أنهم بمنأى عن التهديدات.

معركة ضرورية ضد العنصرية والتضليل

يعتقد مارك فان رانست أن معركته على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ضد اليمين المتطرف والعنصرية، هي معركة ضرورية. ويؤكد أنه لن يتوقف عن التحدث عن هذه القضايا، لأن الصمت ليس خيارًا بالنسبة له. رغم التضليل والكراهية والتهديدات التي يواجهها، يرى أن هذه المعركة تستحق العناء، لأن البديل هو التخلي عن قناعاته، وهو أمر لا يمكنه قبوله.

كتاب “فيرولوجيكا”: أكثر من مجرد علم فيروسات

“فيرولوجيكا” ليس مجرد كتاب علمي، بل هو سرد شخصي لتجارب عالم بلجيكي واجه تحديات كبيرة خلال سنوات الجائحة. الكتاب يقدم رؤية عميقة عن كيفية تأثير الفيروسات على حياتنا، وكيف يمكن أن تتحول المعرفة العلمية إلى هدف للكراهية والتضليل. حيث يقدم مار فان رانست من خلال الكتاب رسالة قوية: الكفاح من أجل الحقيقة والعلم يستحق كل التضحيات، حتى في مواجهة أعتى التحديات.