تشديد الرقابة على التعليم المنزلي في بلجيكا بعد تقارير عن إهمال الأطفال

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ أعلنت وزيرة التعليم الفلمانية “زوهال دمير” عن خطة جديدة لتشديد الرقابة على التعليم المنزلي في بلجيكا، بعد اكتشاف حالات خطيرة تضمنت أوضاعاً أسرية مقلقة وإهمالاً للأطفال وانتهاكاً واضحاً لشروط التعليم المنزلي المعتمدة في بلجيكا.
كما أكدت الوزيرة أن التعليم المنزلي أصبح ظاهرة متزايدة بعد جائحة كورونا، مما استدعى تدخلاً حاسماً لضمان جودة التعليم وحماية الأطفال من أي مخاطر تهدد مستقبلهم.
تضاعف أعداد التعليم المنزلي في السنوات الأخيرة
شهد التعليم المنزلي ارتفاعاً ملحوظاً منذ انتشار فيروس كورونا. حيث كشفت الأرقام الرسمية أن عدد الطلاب الذين يتلقون تعليمهم في المنزل تضاعف تقريباً بين العام الدراسي 2019-2020 والعام الدراسي 2023-2024.
ففي عام 2019-2020 كان العدد لا يتجاوز 3186 طالباً، بينما ارتفع في 2023-2024 ليصل إلى 5774 طالباً. هذا النمو السريع دفع السلطات التعليمية إلى إعادة النظر في آليات الرقابة لضمان الالتزام بالقوانين والشروط المفروضة على التعليم المنزلي.
رغم جودة التعليم لدى معظم الأسر إلا أن المخالفات في تزايد
بحسب وزيرة التعليم الفلمانية، فإن الغالبية العظمى من العائلات التي اختارت التعليم المنزلي تقدم لأطفالها مستوى تعليمياً جيداً يلبي المعايير المطلوبة. ولكن مع هذا التوسع الكبير في التعليم المنزلي، ارتفعت أيضاً احتمالات وقوع أخطاء جسيمة أو حالات إهمال متعمد أو تقصير في تلبية احتياجات الأطفال التعليمية والنفسية والاجتماعية، مما يستوجب تدخلاً سريعاً لحماية الأطفال وضمان احترام شروط التعليم المنزلي.
أرقام رسمية تكشف عن تصاعد الإحالات القضائية
الأرقام الحديثة تظهر بوضوح زيادة في عدد الحالات التي أحيلت إلى النيابة العامة بسبب إخفاق أولياء الأمور في الامتثال لشروط التعليم المنزلي. خلال العام الدراسي الحالي وحده، تم إحالة عشر ملفات، منها ثمانية بسبب فشل الأسرة في اجتياز تفتيشين متتاليين من قبل مفتشي التعليم، بينما تعلقت حالتان برفض التعاون التام مع الجهات التعليمية.
وهذه الزيادة تمثل استمراراً في تصاعد المخالفات، بعد تسجيل سبع ملفات فقط في العام الدراسي 2021-2022، ثم ارتفاع العدد إلى تسع ملفات في 2023-2024.
برنامج تدريبي جديد لمفتشي التعليم لرصد الإهمال وسوء المعاملة
ضمن الإجراءات الجديدة التي اعتمدتها وزارة التعليم في بلجيكا، سيتم إطلاق برنامج تدريبي خاص لمفتشي التعليم يركز على ما يسمى بردّة فِعل الطفل أو “kindreflex”. هذا البرنامج يهدف إلى تزويد المفتشين بمهارات متقدمة لرصد الإشارات الأولية لسوء المعاملة أو الإهمال أثناء زياراتهم المنزلية، للتأكد من أن بيئة الطفل آمنة ومستقرة وتوفر تعليماً بجودة مناسبة.
زيادة الزيارات المنزلية وتسريع الإجراءات عند الاشتباه في المخالفات
الخطة الجديدة تتضمن أيضاً زيادة عدد الزيارات المنزلية التي يجريها مفتشو التعليم، بالإضافة إلى تسريع الإجراءات الرقابية. ففي حال تسجيل ملاحظات سلبية خلال الزيارة الأولى أو الثانية، سيتم العودة بشكل أسرع لمتابعة الحالة والتأكد من تصحيح المخالفات، أو إحالة الملف مباشرة إلى الجهات القضائية إذا استدعى الأمر ذلك.
حماية الأطفال الضعفاء وضمان حقهم في التعليم الجيد
الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو حماية الأطفال الذين يعيشون في أوضاع أسرية غير مستقرة أو معرضين للإهمال. الوزيرة دمير أكدت أن التعليم المنزلي حق مكفول للأسر في بلجيكا، ولكن هذا الحق لا يمكن أن يكون على حساب مصلحة الطفل وحقه في تعليم جيد وبيئة أسرية آمنة.
لهذا السبب، سيتم التركيز على تصفية أي حالات إساءة استخدام أو استغلال لهذا النظام، لضمان أن التعليم المنزلي يبقى خياراً تربوياً مسؤولاً يخدم مصلحة الأطفال أولاً.