وداعاً قطارات “توويتس” في بلجيكا: نهاية حقبة في السكك الحديدية البلجيكية
موقع اخبار بلجيكا vtmnews _ في خطوة تنهي عقوداً من الخدمة، ستختفي أقدم نماذج القطارات في بلجيكا التي لا تزال تعمل على السكك الحديدية البلجيكية هذا الأسبوع. مع بدء تنفيذ خطة النقل الجديدة في تاريخ 15 ديسمبر 2024، ستخرج قطارات MS 66-79 من الخدمة نهائياً.
حيث تُعرف هذه القطارات أيضاً باسم “توويتس” (Tweetjes) أو “الخضراء” (Greenies) بسبب لونها الأخضر المميز عندما تم إطلاقها لأول مرة. وعلى مدار أكثر من 50 عاماً، لعبت هذه القطارات دوراً رئيسياً في نقل آلاف المسافرين عبر بلجيكا.
مواصفات وتاريخ قطارات “توويتس” في بلجيكا
تمتاز قطارات MS 66-79 بتصميم داخلي كلاسيكي، حيث المقاعد إما مزدوجة أو ثلاثية وتُرتب بشكل مواجه لبعضها البعض. تتسع كل وحدة منها لـ 180 راكباً، وتصل سرعتها القصوى إلى 140 كم/ساعة. كما يمكن ربطها بسهولة بعربات أخرى لزيادة سعتها.
كما تم بناء هذه القطارات بين عامي 1966 و1980، وخضعت لعمليات تجديد شاملة بين عامي 1999 و2007. وعلى الرغم من قِدمها، استمرت بالعمل على خطوط محددة في السنوات الأخيرة، خصوصاً في مدن تورناي وشارلروا ومونس في الجانب الوالوني في بلجيكا. كما خدمت خطوطاً عابرة للحدود مثل المسار الذي يربط بين لييج وآخن في ألمانيا.
جزء من التراث البلجيكي
تعود أصول هذه القطارات إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، عندما تم التخطيط لبناء قطارات كهربائية لخطوط السكك الحديدية البلجيكية. بدأت الفكرة مع أول خط سكة حديد يعمل بالكهرباء في بلجيكا بين مدينتي أنتويرب وبروكسل في عام 1935.
لكن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، توقف الإنتاج وتعرضت البنية التحتية للضرر. استؤنف المشروع لاحقاً، وتم تكليف شركتي Brugeoise et Nivelles وACEC في مدينة شارلروا بإنتاج هذه القطارات. بين عامي 1939 و1979، تم تصنيع نحو 500 وحدة من هذه القطارات الكلاسيكية، التي أصبحت رمزاً للسكك الحديدية البلجيكية.
النهاية القريبة والطلب على الرحلات الأخيرة
تتوقف القطارات من طراز MS 66-79 عن العمل نهائياً اليوم السبت، حيث ستكون الرحلات الأخيرة لهذه القطارات فرصة لعشاق السكك الحديدية لتوديعها. وقال “بارت كرولز” من شركة السكك الحديدية الوطنية البلجيكية NMBS: “هذه القطارات أقدم بكثير مما قد يتخيله البعض. بعضها يعود إلى الستينيات، وقد حان الوقت لتقاعدها. لكن الاهتمام برحلاتها الأخيرة كان كبيراً جداً، وتم بيع جميع التذاكر للرحلات النهائية بالكامل.”
إعادة التدوير والحفاظ على التاريخ في بلجيكا
بعد خروجها من الخدمة، لن يتم التخلص من هذه القطارات بالكامل. حيث يبلغ وزن كل عربة حوالي 104 أطنان، وسيتم إعادة تدوير حوالي 90% من أجزائها. كما ستُعرض إحدى الوحدات في متحف السكك الحديدية البلجيكي Train World كجزء من تاريخ النقل الوطني.
إقرأ أيضاً: غرامات تذاكر القطارات في بلجيكا بسبب الإحتيال كبيرة ولكن الكثير لا يدفع!
رؤية جديدة لمستقبل السكك الحديدية البلجيكية
تسعى شركة السكك الحديدية في بلجيكا NMBS إلى تحديث نصف أسطولها بحلول عام 2032، مع التركيز على إدخال قطارات الطابقين من طراز M7. كما تم طلب قاطرات جديدة وسيتم شراء عربات قطار حديثة خلال السنوات القادمة.
لحظة وداع وحنين لقطارات توويتس في بلجيكا
بإزالة قطارات “توويتس”، تنتهي مرحلة مهمة من تاريخ السكك الحديدية البلجيكية. هذه القطارات لم تكن مجرد وسيلة نقل؛ بل كانت شاهداً على تطورات البلاد خلال عقود من الزمن. وبينما يتحمس عشاق القطارات للرحلات الأخيرة، يظل الأمل قائماً في أن يكون المستقبل مفعماً بتكنولوجيا جديدة ومريحة تخدم أجيالاً قادمة من الركاب.