قانون حضانة الأب للطفل بعد الطلاق في بلجيكا الآن
الطلاق في بلجيكا من أصعب الأشياء التي تحدث بين الزوجين وخاصة للمرأة، وذلك لأن الرجل يستطيع الزواج بسرعة ويقوم بإختيار الشخص الذي يُريده، أما المرأة لا يكون لديها خيارات كثيرة وخاصة إذا كان لديها أطفال لأن الرجال العازبون لا يبحثون عن المرأة المطلقة. وبالتالي تَضيع المرأة في بلجيكا وتُهان من كل الأشخاص حتى من أقرب أصدقائها. وتُصبح سلعة لزملائها في الدراسة، وفي أي مكان تذهب إليه. لذلك الطلاق في بلجيكا ليس الخيار والحل الأمثل للمرأة.
بسبب جرائم القتل الكثيرة التي حدثت في السنوات الأخيرة بين الأزواج المطلقون في بلجيكا، وكان السبب الأكبر هو حضانة الأطفال، قامت المحكمة في بلجيكا بنص قرار جديد وهو يحق للأب المطالبة بحضانة الأطفال لمدة 7 أيام وللأم أيضاً مدة 7 أيام. لكن يجب أن يطلب الأب ذلك من المحامي الخاص به، بحيث يقوم بالمطالبة بـ 7 أيام حضانة بدلاً من عطلة نهاية الأسبوع كل أسبوعين. وبالتالي سوف يحصل الأب على نصف راتب الأطفال لأنهم سيعيشون في منزله حوالي 15 يوم في الشهر.
أما إن كان الأب يعمل في هذا الأسبوع، فيجب أن يجد حضانة للطفل، ولكن ليس شرط أن تكون حضانة رسمية، ويحق له وضعه أيضاً عند الجيران أو الأقارب.
حيث يحق للأب شهر إجازة كامل ويحق للمرأة أيضاً شهر إجازة في عطلة المدارس في فضل الصيف. وفي هذه الفترة يحق للأب أو الأم بالسفر مع الأطفال إلى أي مكان في العالم بدون أخذ موافقة من أحد.
من ضمن القرارات الجديدة أيضاً لا يحق للأم أن تسكن أكثر من 50 كيلو متر عن عنوان زوجها السابق والعكس صحيح. إذن يبقى الزوجان المطلقان مرتبطان ببعضهما طيلة حياتهما. والمرأة لن تستطيع أن تعيش في المدينة التي تُريدها، والرجل كذلك أيضاً.
هل القانون في بلجيكا مع المرأة؟
لا. القانون هو بالتساوي في كل شئ، ولكن في الفترة الأولى قبل الطلاق، تقوم منظمات مثل منظمة “CAW” بمساعدة الأم لأنها الطرف الأضعف. ولأن الأم تكون أفضل في الرعاية للطفل أيضاً. وهناك رسائل وصلتنا من كثير من العرب في بلجيكا. قالوا بها أن هذه المنظمة تعمل في البداية على مساعدة المرأة لأنها هي التي تُلح دائماً على الطلاق من أجل حصولها على المساعدات المالية وأيضاً خروجها إلى الشوارع بدون رقيب أو حسيب أو رادع أٌسري من أهلها، وهنا نتحدث عن النساء العربيات. فبالتالي هي الطرف الأضعف ويجب حمايتها. وبعد حدوث الطلاق بشكل رسمي يتركوها في حال سبيلها وتبدأ المساعدات تقل يوماً بعد يوم، لكي يقوموا بطلاق إمرأة أخرى وهذه هي وظيفتهم بالظبط.
إذن لا يهتموا بشئون الأسرة وتكاثفها، وخاصة إذا كانت الأسرة من أصول عربية مسلمة. تحدثت في هذا المقال عن المرأة العربية المسلمة لأن الحالات تزايدت بشكل كبير جداً.
من يحق له السلطة الأبوية في بلجيكا في حالة الطلاق؟
تشمل السلطة الأبوية مجموعة كاملة من الحقوق والإلتزامات، بما في ذلك جميع القرارات المهمة التي يتم إتخاذها من أجل الطفل أو بشأنه. في ظل الظروف العادية، فإن الوالدين ” الأب والأم” هم من يتخذون هذه القرارات معاً. وذلك بحكم (المادة 374 A1 ، الفقرة الثانية من القانون المدني البلجيكي). ومن ضمن هذه القرارات:
- الإسكان للطفل.
- صحة الطفل.
- تربية الطفل.
- الدراسة.
- النشاطات خارج المدرسة.
- الاختيار الديني والعقائدي للطفل.
إذن يجب أن يتفق الوالدين على كل الأشياء التي ذكرتها بالأعلى، والإتفاق يخدم مصالح الأطفال. على سبيل المثال، لا يمكن أن تكون النية أن يستخدم الوالدان السلطة الأبوية للحصول على ميزة شخصية. حيث يجب أن يكون تطوير ورفاهية الطفل القاصر دائمًا نقطة البداية في القرارات التي يتخذونها معاً.
إقرأ أيضاً: نسبة الطلاق في بلجيكا كبيرة وخاصة بين اللاجئين.
هناك ثلاث حالات ممكنة للسطلة الأبوية للطفل في بلجيكا:
1. الممارسة المشتركة للسلطة الأبوية:
كمبدأ أساسي. يمارس كلا الوالدين سواء كانا يعيشان معًا أم لا، السلطة الأبوية (وهي من المادة 373، الفقرة الأولى من القانون المدني البلجيكي). لذلك يجب أن يحصل كل والد على موافقة الوالد الآخر لإتخاذ قرار مهم بشأن الطفل.
وإذا كان الطفل يعيش مع أحد الوالدين فقط نتيجة الطلاق على سبيل المثال مع الأم، فهذا لا يعني أن الأم تمارس السلطة الأبوية بمفردها. ويجب أن تحصل على موافقة الأب في حالات كثيرة ومنها إختيار مدرسة الطفل وتربيته وممارسة الأنشطة اللامنهجية والرياضة والهوايات، وأشياء أخرى.
2. التنازل عن السلطة الأبوية لأحد الوالدين:
على الرغم من أن هذا لا يحدث إلا في حالات إستثنائية، يمكن للمحكمة في بلجيكا أن تعهد بالسلطة الأبوية حصريًا إلى أحد الوالدين أو حتى إلى طرف ثالث (مثل الأجداد). وهذا ما نصت عليه (المادة 374 A1 ، الفقرة الثانية من القانون المدني البلجيكي) ومن هذه الحالات:
- إذا لم يتفق الوالدان على تنظيم سكن الطفل.
- إذا لا يجد الوالدان توافقًا في الآراء بشأن القرارات المهمة المتعلقة بصحة الطفل وتنشئته وتعليمه وترفيهه وبشأن إختياراته الدينية أو الفلسفية. وفي حالات معينة يتم سحب الطفل من الأم والأب أيضاً.
- إذا كانت القرارات المتخذة بشكل مشترك تتعارض مع مصالح الطفل.
يمكن لمحكمة الأسرة في بلجيكا أن تنشئ هذه السلطة الأبوية لجميع القرارات المتعلقة بالطفل. وبالتالي يمكن للمحكمة أيضًا أن تحكم فقط على أنه يحق الإتفاق بين الوالدين في مجال معين (مثل الرعاية الصحية أو التعليم فقط). لذلك يمكن للمحكمة أن تحدد القرارات التي يجب أن يوافق عليها كلا الوالدين. وهو منصوص في (المادة 374 A1، الفقرة 3 من القانون المدني البلجيكي).
ملاحظة: إذا لم يوافق أحد الوالدين على قرار معين، على سبيل المثال، إختيار مدرسة الطفل، فيحق لكلاهما الذهاب إلى محكمة الأسرة وهي التي تقرر للطفل الأفضل.
3. الحرمان من السلطة الأبوية:
في الظروف الخطيرة للغاية، يمكن للقاضي عزل أحد الوالدين سواء الأم أو الأب من السلطة الأبوية. وبالتالي يتم حرمانهما من رؤية الطفل، ولكن في حالات معينة وهي:
- حُكم على الأب أو الأم بعقوبة جنائية أو إصلاحية بعد أفعال ارتكبت ضد الطفل القاصر المعني أو بمساعدة أحد الأبناء أو الأحفاد.
- إذا كان يعرض الأب أو الأم صحة أو سلامة أو أخلاق الطفل للخطر من خلال سوء المعاملة أو إساءة إستخدام السلطة أو سوء السلوك الظاهر أو الإهمال الجسيم.
- إذا تزوج الأب أو الأم من شخص محروم بالفعل من السلطة الأبوية على أطفاله.
ويمكن أن يكون فقدان أهلية السلطة الأبوية في بلجيكا إما كليًا أو جزئيًا (المادة 32 والمادة 33).
بعد الطلاق في بلجيكا، قد يكون من غير الواضح في بعض الأحيان القرارات المتعلقة بأطفالك، والتي يمكنك إتخاذها مع شريكك السابق.
من حيث المبدأ، يجب أن يتم إتخاذ القرارات المهمة التي لها تأثير كبير على حياة الأطفال بشكل مشترك من قِبل كلا الوالدين. ولكن هناك أيضًا العديد من الأمور التي يمكنك أن تقررها بمفردك، دون أي تدخل من شريكك السابق.
إقرأ أيضاً: ما هي عقوبة هروب الأم أو الأب بالطفل في بلجيكا؟.
على الرغم من أنه يمكن لكل والد تحديد أسلوب الأبوة والأمومة بشكل فردي دون تدخل من الوالد الآخر، فمن مصلحة الطفل تنسيق البيئة المعيشية لكلا الوالدين قدر الإمكان. ويتفق العديد من الباحثين على أن الاستقرار والإستمرارية عاملان حاسمان في النمو الصحي للطفل. وعندما يتم تربية الطفل من قبل كلا الوالدين، فإن التشاور والتنسيق ضروريان لنجاح الأبوة والأمومة، مما يساهم في إسعاد الطفل وكذلك الوالدين.
هل يمكنك السفر مع الطفل بدون إذن؟
من الناحية العملية، غالبًا ما تنشأ المناقشة عندما يرغب شريك سابق في السفر إلى الخارج مع الطفل.
في العلاقة المتبادلة بين الوالدين، يجوز لكل والد الذي يمارس السلطة الأبوية السفر إلى الخارج مع الطفل. لكن من المهم أن تتناسب هذه الرحلة مع فترة حضانة نفس الوالد. وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فيجب الحصول على موافقة الوالد الآخر.
لا أوافق على قرارات شريكي السابق، فماذا أفعل؟
إذا فشل كلا الوالدين في التوصل إلى إتفاق أو طعن أحد الوالدين في قرارات الوالد الآخر، يمكن رفع القضية أمام محكمة الأسرة. وفي سياق الإجراءات أمام محكمة الأسرة في بلجيكا، يتم توفير خطوة وسيطة.
حيث يمكن تقديم القضية إلى القاضي الوسيط الذي يقوم بحل التسويات الودية. وإذا توصل الوالدان إلى إتفاق بفضل مساعدة القاضي الوسيط، فسيتم تضمين هذه الإتفاقية في الحكم.
أما إذا لم تستطع محكمة التسويات الودية تقديم أي حل أيضًا، فسيُطلب من محكمة الأسرة أن تحكم، سواء كانت محكمة الأسرة قد استمعت إلى الطفل نفسه أم لا.
في النهاية متابعينا الكرام: الطلاق أسوأ شئ يحدث للوالدين في حالة وجود أطفال بينهما. وأريد أن أوجه رسالة خاصة للمرأة أن “الطلاق ليس هو الحل”، ويجب أن تنظري دائماً إلى مصلحة الأطفال قبل مصلحتك.
المال والحياة والرفاهية لا تساوي شيئ في ظل وجود زوج يقوم بحمايتك من الأشرار والمتربصين في بلجيكا. وأريد أن أسرد قصة قصيرة، قبل عامين تطلقت إمرأة عربية وكانت لديها طفلة بالغة العمر 10 سنوات وبعد أن تطلقت بشكل رسمي، تزوجت رجل آخر في نهاية الأربعينات من العمر. وقام هذا الزوج بالتحرش بإبنتها في فترة غيابها أثناء ذهابها إلى المدرسة لتعلم اللغة الهولندية.
أتمنى أن يكون هذا المقال مفيد للأب والأم في بلجيكا.
إقرأ أيضاً: مميزات الزواج من إمراة بلجيكية.