علم بلجيكا: تاريخ ومعنى ورمزية
هل تعلم أن علم بلجيكا هو واحد من أقدم الأعلام الوطنية في العالم؟ وأنه يحمل رسالة قوية عن هوية البلاد وتاريخها؟ في هذا المقال، سنتعرف على أصل ومعنى ورمزية علم بلجيكا، وكيف يمثل التنوع والوحدة في هذه الدولة الأوروبية الصغيرة ولكنها الفريدة.
تاريخ علم بلجيكا
علم بلجيكا يتكون من ثلاثة ألوان أساسية هي الأسود والأصفر والأحمر، وهي ترمز إلى الأسرة الدوقية التي حكمت البلاد في القرون الوسطى، وهي أسرة ( لوثرينجن)، الشكل الحالي للعلم هو مستطيل طوله ضعف عرضه، وينقسم إلى ثلاثة أعمدة عمودية من اليسار إلى اليمين بالترتيب: الأسود والأصفر والأحمر، وهذا الشكل تم اعتماده رسميا في 23 يناير 1831، بعد استقلال بلجيكا عن هولندا في ثورة 1830.
لكن العلم لم يكن دائما بهذا الشكل، في البداية كان العلم مربعا، وكانت الألوان مرتبة أفقيا من الأعلى إلى الأسفل بالترتيب: الأسود والأصفر والأحمر، وذلك الشكل كان مستوحى من علم فرنسا، التي دعمت الثورة البلجيكية ضد الحكم الهولندي لكن بعد بضعة أشهر، تم تغيير الشكل إلى المستطيل الحالي، لتمييز العلم البلجيكي عن العلم الفرنسي، ولتوافقه مع الأعلام الأخرى في أوروبا .
معنى علم بلجيكا
كل لون في العلم له معنى خاص به، يعكس جزءا من تاريخ وثقافة وقيم البلاد.. اليك معاني الألوان:
– الأسود: يرمز إلى القوة والشجاعة والصمود في وجه الصعاب كما يرمز إلى التاريخ العريق والمجيد للبلاد، التي شهدت العديد من الحروب والثورات والانتصارات كذلك يرمز إلى الأرض الخصبة والغنية بالموارد الطبيعية.
– الأصفر: يرمز إلى الثروة والازدهار والحكمة كما يرمز إلى الذهب والمعادن الثمينة التي كانت تنتجها بلجيكا في الماضي، والتي جعلتها مركزا تجاريا واقتصاديا هاما في أوروبا كذلك يرمز إلى الشمس والنور والحياة.
– الأحمر: يرمز إلى الحب والشغف والحماس، ويرمز أيضاً إلى الدم والتضحية والشهادة التي قدمها الشعب البلجيكي من أجل الحرية والاستقلال كما يرمز إلى النار والحرارة والحيوية.
اقرأ ايضًا:- علم بلجيكا يشبه أعلام دولتين في أوروبا
رمزية علم بلجيكا
العلم هو أكثر من مجرد قطعة من القماش، بل هو رمز لهوية وتاريخ وثقافة هذه الدولة المتميزة، إنه يعبر عن الاحترام والتسامح والتعاون بين مجموعاتها المختلفة، ويظهر للعالم أن الوحدة ممكنة في التنوع.
بلجيكا هي دولة تضم ثلاثة مجتمعات رئيسية: الفلمانيين، الذين يتحدثون الهولندية، والوالون، الذين يتحدثون الفرنسية، والألمان، الذين يتحدثون الألمانية، وكل مجتمع له ثقافته وتقاليده وتاريخه الخاص. لكن على الرغم من هذا التنوع، فإن أفراد الشعب البلجيكي يشعرون بالانتماء إلى بلدهم الواحد، ويحترمون حقوق وحريات بعضهم البعض. وكذلك يرمز إلى هذه الروح الوطنية التي تجمع بين الألوان المختلفة في تناغم وانسجام.
أيضاً يرمز العلم إلى دور البلاد في الساحة الدولية، كعضو فاعل ومؤثر في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والناتو وغيرها من المنظمات العالمية. بلجيكا هي دولة مفتوحة ومتعددة الثقافات ومتسامحة، ترحب بالمهاجرين واللاجئين والزوار من جميع أنحاء العالم، كما أنه يرمز إلى هذه القيم الإنسانية والديمقراطية، التي تسعى إلى تعزيز السلام والتعاون والتنمية في العالم.
علم بلجيكا هو واحد من أجمل وأعرق وأغنى الأعلام في العالم لأنه يحكي قصة دولة صغيرة في الحجم كبيرة في المكانة. تابع موقع vtmnews.com من خلال الضغط على الكلمات الملونة.