هدم جزئي لمبنى بورينتورين الشهير في مدينة أنتويرب: ما مستقبل البرج؟

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ أصدرت بلدية مدينة أنتويرب تصريحًا مشروطًا لهدم الطوابق العليا من مبنى بورينتورين، وهو أحد المعالم التاريخية في المدينة. رغم حصول مالك المبنى “فرناند هاتس” على الموافقة. فإن التنفيذ يظل محكومًا بشروط صارمة، مما يمنع تغييرات غير مقيدة في شكل البرج.
يعود تاريخ مبنى بورينتورين في مدينة أنتويرب إلى عام 1931، وكان وقتها من أوائل المباني العالية في أوروبا كلها وليس في بلجيكا فقط. حيث بُني خلال أقل من ثلاث سنوات بإرتفاع 26 طابقًا. قبل بناء المبنى شهد مكانه دمارًا سابقًا نتيجة حريق اندلع خلال الحرب العالمية الأولى بسبب قصفٍ مدمر. ثم تعرض المبنى لأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الثانية عندما أصيب بصاروخ ألماني من طراز V1 في عام 1945، ما تسبب في ثقب كبير في هيكله.
لاحقًا، أُجريت تعديلات جوهرية لتعزيز استقراره، حيث تمت إضافة طوابق جديدة وخزان مياه ضخم في الأعلى. إلى جانب مركز تسوق في الأسفل. كما استخدم البرج سابقًا لبث القنوات التلفزيونية البلجيكية. حيث كان برج الإرسال الذي نقل برامج مثل “Captain Zeppos” إلى سكان مدينة أنتويرب والمناطق المحيطة.
اليوم، تعود مناقشة هذه التعديلات مرة أخرى. إذ تشير الدراسات إلى أن الوزن المضاف بالأعلى كما ترون بالصورة قد يهدد استقرار المبنى بدلاً من دعمه. بناءًا على ذلك، حصل المالك على تصريح لإزالة الإضافات التي تم بناؤها قبل أكثر من 50 عامًا، مع الحفاظ على الهيكل الأساسي للبرج.
رغم ذلك، فإن السلطات المحلية في مدينة أنتويرب، والتي يسيطر عليها الحزب الاشتراكي بقيادة “باتريك جانسينز”، تفرض رقابة صارمة على مشاريع التطوير العمراني. وتؤكد البلدية أن أي تغييرات يجب أن تحترم الطابع التاريخي للمبنى. حيث يُلزم التصريح بإعادة بناء السقف وفق التصميم الأصلي، وليس مجرد إزالته. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة عودة البرج إلى مظهره القديم تمامًا. إذ يُتاح للمالك وفريقه الهندسي تقديم تصميم جديد لقمة البرج. وفي حال الموافقة عليه، سيتم استبدال التصريح الحالي بآخر جديد.
مشروع الهدم وإعادة البناء سيمثل تحديًا هندسيًا كبيرًا. إذ ستجري الأعمال على ارتفاع حوالي 100 متر فوق الشارع، مما يتطلب إجراءات دقيقة لضمان السلامة وخاصة أن المنطقة مزدحمة بالناس بإستمرار. في الوقت ذاته، يبقى مستقبل مبنى “بورينتورين” محل تساؤل. فبينما يسعى مالك المبنى “فرناند هاتس” لتحقيق رؤيته الخاصة للبرج. يتعين عليه التوافق مع سياسات المدينة في مجال التطوير العمراني. ما قد يؤدي إلى مفاوضات طويلة قبل أن تتضح الملامح النهائية لهذا المشروع الطموح.