من هي رئيسة بلدية أنتويرب الجديدة؟

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ “إلس فان دوسبرغ”، السياسية الشابة التي تنتمي إلى حزب N-VA، أصبحت حديث الساعة بعد تعيينها رسميًا كأصغر رئيسة بلدية في تاريخ مدينة أنتويرب منذ تأسيس بلجيكا عام 1830.

بفضل مسيرتها السياسية السريعة، انتقلت من عضوية مجلس البلدية في 2018 إلى عضوية مجلس المدينة. ثم أصبحت مسؤولة عن عدة ملفات حيوية مثل الإسكان، وصيانة المدينة، ورعاية الحيوان، قبل أن تتولى منصب العمدة خلفًا لرئيس الوزراء البلجيكي الحالي “بارت دي ويفر”.

من هولندا إلى بلجيكا.. بداية مبكرة لمسيرة سياسية ناجحة

ولدت “إلس فان دوسبرغ” في عام 1989 في هولندا، تحديدًا في مدينة زوست بالقرب من مدينة أوتريخت، حيث قضت أول عشر سنوات من حياتها هناك. ثم انتقلت مع أسرتها إلى بلجيكا، واستقرت في مدينة أنتويرب. وكان والداها يديران مصنعًا للشوكولاتة في مدينة بريدا الهولندية بالقرب من الحدود البلجيكية. تلقت تعليمها الثانوي في مدينة “ويستمالي”، ثم درست العلوم السياسية في جامعة أنتويرب، المدينة التي أصبحت موطنها الدائم بعد إنهاء دراستها.

صعود سياسي سريع.. من المجلس البلدي إلى منصب عمدة أنتويرب

بعد دخولها المشهد السياسي البلجيكي عبر حزب N-VA، بدأت “فان دوسبرغ” العمل كمساعدة برلمانية للفصيل الفيدرالي للحزب. حيث التقت بشريكها البلجيكي السياسي “بيتر دي روفر”، رئيس مجلس النواب البلجيكي الحالي، والذي تنتظر منه طفلها الأول قريبًا.

في عام 2018، حصلت على مقعد في مجلس مدينة أنتويرب. وفي عام 2021، تم تعيينها عضوًا في مجلس المدينة بعد استقالة “فونس دوشاتو”. حيث حصدت 83% من الأصوات داخل الفرع المحلي لحزبها.

ملفات بارزة.. من إصلاح المستشفيات إلى مكافحة الإغراق غير القانوني

تميزت فترة رئيسة بلدية أنتويرب “إلس فان دوسبرغ” في مجلس المدينة بتركيزها على ملفات حساسة مثل اندماج المستشفيات. حيث لعبت دورًا محوريًا في دمج مجموعتي ZNA وGZA، وهو مشروع سينطلق رسميًا في 1 يوليو 2025. كذلك، برزت مواقفها الحازمة تجاه قضايا صيانة المدينة، إذ وجهت انتقادات شديدة للممارسات غير القانونية المتعلقة بالتخلص من النفايات. مؤكدة أن “بعض الأشخاص يعتقدون أن عمال البلدية سيأتون لتنظيف مخلفاتهم”، في إشارة إلى المتهاونين في التخلص من النفايات بشكل غير قانوني.

إنجاز انتخابي.. كيف وصلت إلس فان دوسبرغ إلى منصب عمدة أنتويرب؟

خلال الانتخابات البلدية في 13 أكتوبر 2024، حققت فان دوسبرغ نجاحًا لافتًا، حيث حصلت على 13,045 صوتًا، مما جعلها صاحبة ثالث أعلى عدد من الأصوات في المدينة، بعد زعيم حزبها “بارت دي ويفر” والسياسي “جوس ديهايس” من حزب PVDA. وعندما تم تعيين “بارت دي ويفر” رئيسًا للوزراء، كان من المنطقي أن تكون فان دوسبرغ هي من تخلفه في منصب عمدة أنتويرب.

إلس فان دوسبرغ.. ثالث امرأة تتولى رئاسة بلدية أنتويرب

بتوليها المنصب رسميًا، تصبح فان دوسبرغ ثالث امرأة في تاريخ مدينة أنتويرب تشغل هذا المنصب بعد “ماتيلد شرويينز” و”ليونا ديتييج”. في الوقت نفسه، تشهد إدارة المدينة تغييرات أخرى، حيث تحل “ناتالي فان بارين” محلها في مجلس الشؤون الاجتماعية ورعاية كبار السن. بينما تستمر”فان دوسبرغ” في الإشراف على قطاع الرعاية الصحية. إضافة إلى دورها كرئيسة لمجموعة مستشفيات ZAS. أما ملف صيانة المدينة والجوار، فقد أُسند إلى المستشار “كين كاسير”.

مستقبل سياسي واعد

مع سجل حافل من الإنجازات رغم صغر سنها، تدخل “إلس فان دوسبرغ” مرحلة جديدة في مسيرتها السياسية. حيث تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة في المدينة، ومواصلة تنفيذ المشاريع الإصلاحية التي بدأتها في مجلس المدينة. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن هذه السياسية الشابة من قيادة أنتويرب نحو مستقبل أكثر ازدهارًا؟