مصير السوريين في بلجيكا: هل سيتم إرجاعهم كلهم ؟
موقع اخبار بلجيكا vtmnews _ تعد بلجيكا واحدة من الوجهات الأوروبية التي استقطبت العديد من اللاجئين السوريين خلال السنوات الماضية نتيجة للصراع المستمر في سوريا.
حيث تنوعت أوضاع السوريين في بلجيكا وفقًا لوضعهم القانوني والاجتماعي، مما يخلق تفاوتًا في استقرارهم وآفاقهم المستقبلية. نستعرض في هذا المقال مصير السوريين في بلجيكا وفقًا لوضعهم القانوني واندماجهم في المجتمع البلجيكي.
بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يبقى السؤال ما هو مصير السوريين في بلجيكا خاصة، وأوروبا عامة. سوف نشرح بالتفصيل لكل حالة من الحالات.
أولاً: السوريون الحاصلون على الجنسية البلجيكية
يحظى الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية البلجيكية بوضع قانوني قوي ومتين. حيث لا يمكن سحب الجنسية منهم إلا في حالات إستثنائية تتعلق بمخالفات جسيمة للقوانين، مثل التورط في قضايا أمنية.
وطالما أن هؤلاء الأشخاص يتبعون القوانين ويعيشون حياة ملتزمة، فلا خوف عليهم من أي تغييرات سياسية أو قانونية في بلادهم. ويعتبر حاملو الجنسية البلجيكية مواطنين كاملي الحقوق ويتمتعون بحماية قانونية شاملة.
ملاحظة: لمعرفة أسباب سحب الجنسية البلجيكية إضغط على الكلمات الملونة.
ثانيًا: السوريون الحاصلون على الإقامة الدائمة في بلجيكا (خمس سنوات)
السوريون الذين حصلوا على الإقامة الدائمة في بلجيكا يتمتعون أيضًا بوضع مستقر إلى حد كبير. لا خوف عليهم طالما أنهم يُظهِرون استعدادًا للاندماج في المجتمع البلجيكي من خلال تعلم اللغة البلجيكية (الهولندية أو الفرنسية أو الألمانية، على حسب الإقليم)، وأيضاً العمل أو السعي بجد للانخراط في سوق العمل. حيث يعتبر العمل والتعليم في بلجيكا من العوامل الرئيسية التي تعزز استقرار اللاجئين، وتجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع البلجيكي.
ثالثًا: السوريين الذين ينتظرون قرار اللجوء في بلجيكا
أما الأشخاص الذين قدموا طلبات لجوء وهم في انتظار القرار، فإن وضعهم يظل معلقًا. ويُسمح لهم بالبقاء في بلجيكا حتى يتم البت في طلباتهم، ولكنهم يعيشون في حالة من عدم اليقين وخاصة بعد أن أصبح سوريا حرة وآمنة.
حيث يتمتع هؤلاء بحقوق محدودة مقارنة بالحاصلين على الإقامة الدائمة أو الجنسية البلجيكية، ويخضعون لشروط محددة لضمان استمرار إقامتهم القانونية.
رابعًا: السوريون القادمون حديثًا إلى بلجيكا
بالنسبة للسوريين الذين يصلون حديثًا إلى بلجيكا ويقدمون طلبات لجوء، فإن قبول طلباتهم أصبح أكثر تعقيدًا مقارنة بالسنوات الماضية. ويحتاج هؤلاء إلى تقديم أدلة قوية تُظهر أنهم معرضون للاضطهاد من جميع الأطراف في سوريا، سواء من جانب النظام السوري أو المعارضة المسلحة.
القصة المقدمة من طالب اللجوء في بلجيكا يجب أن تكون مقنعة ومبنية على وقائع دقيقة تُثبت خطرًا حقيقيًا يهدد حياتهم في حال عودتهم إلى سوريا. ومع ذلك، يبدو أن ملف السوريين بشكل عام أصبح أضعف مقارنة بالسنوات السابقة، نظرًا للضغوط السياسية والتحولات في سياسات اللجوء الأوروبية.
التحديات والآفاق المستقبلية في بلجيكا
يواجه السوريون في بلجيكا تحديات متعددة تتعلق بالاندماج، وسوق العمل، وتعقيدات القوانين المتعلقة باللجوء. من الواضح أن مفتاح الاستقرار يكمن في الاندماج والتكيف مع المجتمع البلجيكي، من خلال تعلم اللغة، والانخراط في العمل أو الدراسة. ومع ذلك، فإن التغيرات في السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين عمومًا، والسوريين خصوصًا، قد تجعل الأوضاع أكثر تعقيدًا في المستقبل.
في النهاية، تتباين أوضاع السوريين في بلجيكا بين المستقرة وغير المستقرة، بناءًا على وضعهم القانوني ومدى اندماجهم في المجتمع.
الأشخاص الحاصلون على الجنسية البلجيكية أو الإقامة الدائمة لا يواجهون تهديدات كبيرة طالما أنهم يلتزمون بالقوانين ويظهرون التزامًا واضحًا بالاندماج.
في المقابل، يظل مصير الأشخاص بإنتظار القرار أو الوافدين الجدد أكثر غموضًا، خاصة مع تزايد تعقيد إجراءات اللجوء في بلجيكا وتراجع فرص قبول الطلبات الجديدة. من الضروري أن يظل السوريون في بلجيكا على اطلاع دائم بالقوانين والسياسات، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق الاستقرار والاندماج.
نصيحة: إذا كان لديك إقامة سياسية في بلجيكا، لا تحاول السفر إلى سوريا، لأنه سيتم سحب الإقامة منك عاجلاً أو آجلاً. أما إن كان لديك جنسية بلجيكية، فيُسمح لك السفر إلى سوريا لأنك ستسافر على أنك مواطن بلجيكي، وليس سوري، وبالتالي طلب اللجوء القديم الخاص بك، لا يتم أخذه بعين الإعتبار. أما الجديد سوف تتعب كثيراً ولكن كن على يقين أن كل شيئ مقدر ومكتوب منذ الأزل. لذلك إجتهد واعمل ولا تنتظر الإقامة الدائمة.
إقرأ أيضاً: كيف أستعيد الجنسية البلجيكية بعد فقدانها؟
