ما هي المدة التي يمكن أن يعيشها شخص تحت الأنقاض
موقع أخبار بلجيكا الآن: بعد قرابة خمسة أيام من وقوع الزلازل المدمر في تركيا وسوريا، لا يزال الضحايا يُسحبون أحياء من تحت الأنقاض: كلهم معجزات صغيرة، لأن فرص النجاة بعد كارثة بهذا الحجم تتضاءل بشكل كبير بعد 72 ساعة الأولى. ولكن إلى متى بالضبط يمكن لشخص ما أن يعيش تحت الأنقاض ومتى يتوقف البحث؟ سوف يقوم الخبراء في بلجيكا بالإجابة على هذه الأسئلة بالتفصيل.
وقع الزلزال الأول في تركيا يوم الاثنين في حوالي الساعة 2:30 صباحًا. لقد مضى الآن ما يقرب من خمسة أيام، ولحسن الحظ لا يزال يتم إنقاذ الناس من تحت الأنقاض. لكن الوقت يمر بلا رحمة. ويتفق الخبراء على أن فرص نجاة الضحايا تنخفض بشكل كبير بعد 72 ساعة.
حيث قال دافيد أولتشيني، المدير الطبي في منظمة الإغاثة Dokters van de Wereld في بلجيكا: “التفسير الرئيسي الأول لذلك هو نقص الطعام وخاصة الشراب. ويمكن لمعظم الناس أن يعيشوا بسهولة لمدة أسبوع أو أكثر بدون طعام، ولكن حتى في ظل الظروف العادية، يمكن لجسم الإنسان أن يعيش بدون ماء لبضعة أيام فقط.
وأضاف، أولشيني إن هناك عاملًا رئيسيًا آخر في فرص الضحايا في البقاء على قيد الحياة. لكن معظم الأشخاص الذين نجوا من الزلزال أُصيبوا بجروح خطيرة. ويمكن أن تكون كسور أو كدمات، ولكن أيضًا إصابات داخلية أو نزيف. وبالتالي بدون رعاية عاجلة، ستقل فرص بقائهم على قيد الحياة بسرعة.
أخيرًا، أولئك المحاصرون تحت الأنقاض غالبًا ما يكونون في مكان صغير والذي لا يوجد فيه سوى كمية محدودة من الأكسجين. وعلى المدى الطويل، هذا بالتأكيد سيكون مشكلة وسيعرض حياتهم للخطر.
وتابع: “في الساعات الأخيرة، تلقينا عددًا مذهلاً من القصص عن أطفال يتم إنقاذهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء الدولية. “ولكن ربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن وسائل الإعلام تكتب عن الأطفال في كثير من الأحيان، لأنه لا يوجد دليل علمي على أنهم يستطيعون البقاء لفترة أطول بدون طعام أو شراب أو أكسجين مقارنة بالبالغين”.
البرودة في فصل الشتاء:
قال أولشيني: “تلعب العوامل الخارجية أيضًا دورًا رئيسيًا في فرص الضحايا في البقاء على قيد الحياة. حالة الطقس، على سبيل المثال: “في هذه الحالة، الظروف سيئة للغاية، والجو بارد والجسم يجب أن يتحرك بكثرة ليبقى دافئًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن درجات الحرارة المتجمدة تجعل العمل أكثر صعوبة على رجال الإنقاذ.”
أخيرًا سقوط الأمطار: في حين أنه يمكن أن يكون شيئاً جيداً لوصول المياه للعالقين تحت الأنقاض، لكنه يحمل أيضًا مخاطر. ومن المحتمل أن تسبب الانهيارات الأرضية وتزيد من برودة جسم الضحايا العالقين.
القليل من المعجزات:
مع كل كارثة بهذا الحجم، تظهر قصص لا تصدق لأشخاص نجوا لفترات طويلة بشكل استثنائي في ظروف غير محتملة. على سبيل المثال، إخراج الشاب التركي عدنان البالغ من العمر 17 عامًا والذي تم العثور عليه على قيد الحياة بعد أربعة أيام تحت الأنقاض في تركيا. وقال إنه نجا لأنه كان يشرب البول من المرحاض بعد أن كان عالقاً تحت منزل مكون من 5 طوابق.
طبيب الطوارئ البلجيكي “مارك روزيلار”، الذي تطوع مع فريق الإنقاذ البلجيكي B-FAST إلى منطقة الكارثة بعد الزلزال الذي ضرب جزيرة هايتي في السنوات الماضية، شهد أيضًا معجزة صغيرة: حيث أنه بعد سبعة أيام، تم العثور على شخص على قيد الحياة. وكان هذا الشخص محاصرًا في مساحة زحف على البطن في الطابق السفلي ولحسن الحظ كان لا يزال بإمكانه الوصول إلى المياه بفضل أنبوب ماء مكسور.
وصلت قصة الشاب التركي عدنان أيضًا إلى الطبيب مارك، الذي لا يجد غرابة على الإطلاق أن الصبي قرر شرب بوله، على العكس من ذلك: “إنها تقنية بقاء شائعة يتم تعلمها لاستخدامها في المواقف التي لا يستطيع فيها المرء الوصول إلى المشروبات الصالحة للشرب. وهي الماء.
متى يتوقف البحث عن الناجيين بسبب الكوارث الطبيعية؟
في مرحلة معينة، للأسف سيموت معظم الأشخاص تحت الأنقاض. وقال الطبيب روزيلار: “يحدث هذا عادةً عندما لا يتم العثور على المزيد من الأشخاص لفترة طويلة، ولا تسمع أصوات أشخاص. وهذا دائمًا قرار صعب اتخاذه. وعادة ما يتم إستخدام المعدات الكبيرة التي تقوم بإزاحة المباني بشكل سريع. وعادة يتم ذلك بعد ثلاثة أيام من عدم سماع أصوت في ذلك المنزل المدمر.