اخبار بلجيكا

مأساة زينة كيموس: أم شابة في بلجيكا دُفنت في غابة بسبب سر قاتل

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ زينة كيموس، الأم الشابة البالغة من العمر 22 عامًا، وجدت ميتة في قبر في غابة هيفرليبوس بالقرب من مدينة لوفين البلجيكية بعد جريمة قتل وحشية أثارت صدمة كبيرة في بلجيكا.

الحادثة المروعة خطط لها والد طفلها، ويُدعى “أحمد ك” البالغ من العمر 19 عامًا في ذلك الوقت، بمساعدة صديق له واثنين من أبناء عمومته الأتراك.

الدافع وراء الجريمة كان التخلص من “سر” أحمد الذي لم يرغب أن يقف عائقًا أمام زواجه التقليدي المرتقب. حيث أنجب طفلة من صديقته، لكنه لم يكن متزوج بعقد زواج رسمي وهذا مخالف للشريعة وللثقافة التركية.

زينة، التي أنجبت طفلتها الأولى قبل ستة أشهر فقط من وفاتها، كانت في علاقة مع “أحمد ك”. لكن الأب الشاب قرر أن الحفاظ على “شرفه” ومستقبله العائلي أهم من حياة أم طفله. لم تكتفِ المؤامرة بقتلها فقط، بل دفنوا جثتها في قبر ضحل داخل الغابة في محاولة لإخفاء الجريمة.

خلال المحاكمة التي جذبت اهتمامًا واسعًا، نفى فريق الدفاع بشدة أن تكون الجريمة قد ارتُكبت بدافع “القتل دفاعًا عن الشرف”. المحامي البلجيكي الشهير “جيف فيرماسن” الذي كان أحد المحامين البارزين في القضية، أشار إلى أن المحاكمة ركزت على تآمر مشترك للتخلص من زينة، وليس على الدافع الثقافي والديني المزعوم.

أثناء العثور على جثة زينة.

ورغم ذلك، تبقى العديد من الأسئلة دون إجابة، خصوصًا حول مدى معرفة البيئة المحيطة بالجريمة وما إذا كان هناك دعم أو تواطؤ ضمن دائرة القاتل.

تفاصيل الجريمة المروعة

في اليوم المشؤوم، دخلت زينة مطعم بيتزا مع طفلتها الصغيرة، وصديقها السابق أحمد في لقاء بدا عاديًا بعد أن رجعت من العمل. لكنه كان خطوة أخيرة نحو نهايتها المأساوية.

“أحمد ك” وأعوانه استدرجوها بعناية إلى مكان الحادث. حيث تشير التحقيقات إلى أنها لم تكن على دراية بما كان يخطط له، وكانت مطمئنة لشريكها السابق وأفراد عائلته.

اختفت زينة كيموس في تاريخ 21 يونيو 2012 عندما عادت إلى منزلها من العمل في وسط مدينة لوفين. وبعد أسبوع من اختفائها، أصدر مكتب المدعي العام في لوفين مذكرة تحقيق، لكن ذلك لم يسفر عن أي نتائج. لكن تم العثور على الشابة ميتة في تاريخ 13 سبتمبر 2012 في غابة هيفرليبوس على طول الطريق السريع رقم E40. وسرعان ما ظهر صديق زينة السابق في ذِهن المحققين. وهو والد طفلها، ولكن حسب الدين الإسلامي كان مقدراً أن يتزوج من إمرأة أخرى بعقد زواج رسمي.

بعد اختفائها، بدأت الشرطة البلجيكية تحقيقًا مكثفًا أسفر عن اكتشاف جثتها بعد عدة أيام في غابة هيفرليبوس. النتائج الأولية أظهرت أنها تعرضت للقتل بوسائل وحشية قبل دفنها في القبر الضحل، مما يكشف عن مدى قسوة الجريمة.

المكان الذي تم دفن زينة به.

القضية لم تسلط الضوء فقط على الجريمة، بل أثارت نقاشًا واسعًا حول العنف الأسري وثقافة الشرف في بعض المجتمعات وخاصة المجتمع الإسلامي في بلجيكا.

حيث تساءل العديد من المراقبين حول دور الأسرة والمجتمع في هذه الجريمة، وما إذا كان هناك تسامح ضمني أو تشجيع لهذا النوع من السلوكيات.

بالإضافة إلى ذلك، أثار هذا الحادث تساؤلات حول دور السلطات في حماية النساء الشابات اللواتي قد يتعرضن لمواقف مشابهة. حيث دعا النشطاء إلى زيادة التوعية والتعليم حول قضايا العنف الأسري وحقوق المرأة.

 صورة من محاكمة “أحمد ك” يوم أمس الجمعة.

نهاية مأساوية

زينة كيموس كانت ضحية مؤامرة قاسية حرمتها من حياتها، وحُرمت طفلتها من أمها. الحادثة ألقت بظلالها على المجتمع البلجيكي وأثارت جدلاً حول التحديات الثقافية والاجتماعية التي تواجه النساء في بعض البيئات.

بينما تستمر المحاكمات في إظهار تفاصيل الجريمة، يبقى الأمل أن تؤدي هذه المأساة إلى زيادة الوعي والعمل على منع مثل هذه الجرائم في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة حاجب الإعلانات

نحن نستخدم إعلانات جوجل لتحسين الموقع ، لذلك إذا أردت أن تقرأ المقال يجب أن تقوم بفك الحظر عن الإعلانات في المتصفح الخاص بك. وشكرا لك