اخبار اللجوء في بلجيكااخبار بلجيكا

قضية وفاة 39 فيتنامي في بلجيكا: مهاجرة فيتنامية تصور صراعها مع الموت

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ داخل حاوية مبردة، وسط ظلام دامس وصقيع قاتل، كان 39 مهاجرًا فيتناميًا يعيشون لحظاتهم الأخيرة في بلجيكا بتاريخ 22 أكتوبر 2019. حيث كانت الرحلة التي بدأوها بأمل العبور نحو حياة جديدة تنقلب إلى كابوس لا نجاة منه. من شمال فرنسا ثم إلى ميناء مدينة “زيبروغ” البلجيكي ثم إلى ميناء “إسيكس” في إنجلترا، لم يكن أحد يسمع أصواتهم، ولم يكن هناك منقذ في الطريق.

لم يكن الموت سريعًا. كانوا واعين بكل لحظة تمر، يشعرون بالهواء يختفي شيئًا فشيئًا، وأجسادهم تتجمد ببطء قاتل. البعض سجل وصاياه من خلال كاميرات الهواتف، البعض الآخر حاول الاتصال بأحبائه، لكن لا شبكة، لا استجابة، لا خلاص. وبينما كانت الأرواح تتساقط واحدة تلو الأخرى، جاء صوت خافت لكنه واضح، كان أحد الضحايا ينادي، بآخر ما تبقى من قوته، بإسم الشخص الذي خانهم وهو مهرب البشر: “فان كيم ن”. ملاحظة: صورته أثناء المحاكمة في مدينة بروج بالأعلى على يمين الصورة. أما صورة البنت هي الضحية التي كان تنادي وتسجل في الفيديو، الذي شاهده الشرطة البلجيكية والقضاة فقط. حيث كانت الفتاة تصور وتنادي لعل أحد ينقذهم ولكن دون جدوى.

وعدهم بالحياة، وباعهم للموت.

داخل قاعة محكمة بروج، وقفت المدعية الفيدرالية “آن لوكوفياك” وهي تروي المشاهد التي رأتها، مشاهد قالت عنها إنها “صادمة تمامًا”. كيف لا تكون كذلك؟ تسجيلات الضحايا توثق صراعهم مع الموت، توسلاتهم التي لم تصل إلى أحد، وبرودة المكان التي انتصرت على كل شيء.

من هو مهرب البشر فان كيم ن.؟

شاب فيتنامي في الرابعة والثلاثين من عمره، متاجر بالبشر، كان جزءًا من شبكة تهريب ضخمة، تَعِد المهاجرين بعبور آمن من بلجيكا إلى بريطانيا مقابل آلاف اليوروهات. لم يكن يعبر بهم الحدود، بل كان يسوقهم نحو مصير مجهول. كان يضعهم في شاحنات مغلقة، في ظروف غير إنسانية، دون أي ضمانات سوى وعود كاذبة. ولكن، هذه المرة، لم يكن هناك عبور. بل كانت هناك حاوية موت، حولت رحلة الحلم إلى مقبرة جماعية متنقلة.

صورة الضحية “فام ثي ترا ماي”، وهي واحدة من بين 39 حالة وفاة في شاحنة التبريد في ميناء إسيكس.

العدالة في بلجيكا… ولكن بعد فوات الأوان

اليوم، تطالب السلطات البلجيكية بعقوبة قاسية على “فان كيم ن”. وغيره من المهربين، لكن هل يكفي ذلك؟ هل سيعيد الحكم هؤلاء الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة في برد لا يرحم؟ هل ستنتهي شبكات الاتجار بالبشر في بلجيكا، أم أن هناك ضحايا آخرين في الطريق؟

وقال القاضية البلجيكية: “ما زالت صرخة تلك المهاجرة ترن في الأذان، الاسم الذي ذكرته لن يُنسى. لكنه لن يعيد الحياة لمن فقدوها. الحاوية المبردة أغلقت على أجسادهم، لكنها فتحت باب الحقيقة أمام العالم: الموت ينتظر في صفقات المهربين، والطريق إلى الحلم قد يكون آخر طريق تمشيه.”

إقرأ أيضاً: الحكم على شاب عراقي في بلجيكا بالسجن 10 سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة حاجب الإعلانات

نحن نستخدم إعلانات جوجل لتحسين الموقع، لذلك من فضلك، إذا أردت أن تقرأ المقال والمعلومات المهمة، يجب أن تقوم بفك الحظر عن الإعلانات في المتصفح الخاص بك. وشكراً لك.