قصة اتهام زائف تطيح بحياة رجل في بلجيكا: العدالة تنتصر بعد سنوات من المعاناة
موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ في مدينة بيلزن بمقاطعة ليمبورغ في بلجيكا، تسببت ادعاءات كاذبة من امرأة ضد جارها “جان بيترز” بتغيير جذري ومأساوي في حياته، إذ قادته إلى السجن وخسائر شخصية ومهنية فادحة. بدأت هذه الحكاية المؤلمة في تاريخ 21 يونيو 2020 عندما توجهت المرأة إلى الشرطة بعين متورمة، مدعية أن جارها البالغ من العمر 47 عامًا قد تسبب بإصابتها عن طريق ضربها بعصا مكنسة.
الشرطة البلجيكية اتخذت إجراءات فورية، واعتقلت جارها، رغم تأكيداته المتكررة بعدم تورطه. كاميرات المراقبة في المنطقة لم تقدم أي دليل يدعم مزاعم المرأة، إلا أن القاضي أمر باحتجازه، ليقضي 21 يومًا خلف القضبان في سجن مدينة هاسلت.
لم تقتصر معاناة البلجيكي جان بيترز على السجن فقط. عند الإفراج عنه، فُرضت عليه شروط صارمة منعته من العودة إلى مدينة بيلزن لمدة ثلاثة أشهر. هذا القرار أدى إلى فقدانه لوظيفته واضطراره إلى التخلي عن حيواناته الأليفة، ما زاد من حدة الأثر النفسي الذي تعرض له.
انكشاف الحقيقة بعد عام من الأكاذيب
ظلت المرأة تكرر مزاعمها لمدة عام كامل، حتى تسببت تصريحاتها المتناقضة في صحيفة محلية في كشف الحقيقة. بشكل مفاجئ، أشارت إلى أن شقيقها هو من تسبب لها بالإصابة، وليس الجار. وعندما تمت مواجهتها بهذه التصريحات، اعترفت أخيرًا بأنها اختلقت القصة بالكامل.
العدالة في بلجيكا تأخذ مجراها
خلال المحاكمة التي انعقدت في شهر ديسمبر الماضي، طلب محامي المرأة البراءة، إلا أن القاضي لم يقتنع. حيث أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن لمدة ستة أشهر بحق المرأة، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 1600 يورو. كما ألزمت المحكمة المدانة بدفع تعويض مالي يبلغ 11,850 يورو لبيترز كتعويض عن الأضرار النفسية والمادية التي لحقت به.
دروس من القضية
هذه القصة المؤلمة تسلط الضوء على التداعيات الكارثية للادعاءات الكاذبة، وكيف يمكن أن تدمر حياة شخص بريء. كما تؤكد أهمية التحقيق الدقيق والاعتماد على الأدلة قبل اتخاذ قرارات قانونية قد تغير حياة الأفراد. وهذه القضية من شأنها أن تجعل المرأة ليست فوق القانون في بلجيكا.
قضية جان بيترز تظل درسًا حول أهمية تحقيق العدالة وإعادة الاعتبار للمتضررين في بلجيكا، لتجنب تكرار مثل هذه الأحداث التي تؤثر على النسيج الاجتماعي والثقة بين أفراد المجتمع.