عودة شلل الأطفال في بلجيكا: كيف نحمي الأطفال من هذا الخطر؟
موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ بعد اختفاء شلل الأطفال من بلجيكا منذ عقود، يعود الحديث عن المرض ليشكل تهديدًا محتملًا بسبب رصد الفيروس في عدة دول أوروبية.
اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في دول مثل بولندا وإسبانيا وفنلندا وألمانيا أثار القلق. ودفع الحكومة البلجيكية إلى إطلاق تحذيرات مشددة للأطباء حول أهمية تعزيز حملات التطعيم.
تقارير حديثة من صحيفة Nieuwsblad البلجيكية، أكدت أن مياه الصرف الصحي في ألمانيا وحدها أظهرت وجود الفيروس في سبع مدن مختلفة، رغم عدم تسجيل أي إصابات مباشرة في بلجيكا حتى الآن.
وعلى الرغم من مراقبة مياه الصرف الصحي في مواقع بلجيكية مختلفة، فإن السلطات البلجيكية تُركز جهودها على الوقاية من خلال تعزيز التطعيم ضد شلل الأطفال.
أهمية التطعيم في مكافحة شلل الأطفال في بلجيكا
شلل الأطفال يعد مرضًا خطيرًا لا يمكن علاجه، وقد يسبب الشلل الدائم، خاصة للأطفال دون الخامسة من عمرهم.
حيث نجحت بلجيكا في القضاء على المرض منذ الستينيات بفضل تطعيم إجباري استمر لعقود، وما زالت نسبة التطعيم فيها تتجاوز 95%. ومع ذلك، تتطلب التحركات العالمية للفيروس يقظة مستمرة.
من هم الأشخاص الأكثر تعرضاً لشلل الأطفال في بلجيكا؟
الأشخاص غير المطعمين هم الأكثر عرضة للإصابة، كما يوضح “جيروين فان دن براندت” من Domus Medica. الذي أشار إلى أن الوافدين الجدد يمثلون الفئة الأكثر خطورة في هذا السياق، وضرورة ضمان تطعيمهم تعد أولوية.
وأضاف أن المطعمين يمكنهم نقل الفيروس دون ظهور أعراض، مما يجعل المراقبة الدقيقة لحالة التطعيم أمرًا بالغ الأهمية.
“يوريس مونينز” من قسم الرعاية الصحية، أشار إلى أهمية استمرار حملات التوعية، مؤكدًا أن أي تراجع في نِسب التطعيم قد يعيد شلل الأطفال في بلجيكا إلى الواجهة.
علامات الإصابة ودور الأطباء في الوقاية
الرسالة الموجهة للأطباء تضمنت معلومات عن الأعراض المبكرة للمرض مثل الحمى، التعب، الصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي. من خلال رصد هذه الأعراض المبكرة، يمكن التصرف بسرعة للحد من انتشار الفيروس. حثت الحكومة البلجيكية، الأطباء على التحقق من حالة التطعيم لمرضاهم بشكل دوري.
رغم تسجيل ست حالات فقط عالميًا في عام 2021، فإن شلل الأطفال لم يُستأصل تمامًا. في قطاع غزة وخلال الحرب الأخيرة، على سبيل المثال، شهد المرض عودة بعد غياب دام 25 عامًا، مما يبرز أن أي تهاون في التطعيم قد يؤدي إلى تفشي المرض مجددًا.
رسالة واضحة للعائلات والأطباء في بلجيكا
الوقاية تبقى السلاح الأقوى ضد شلل الأطفال، حيث يشدد الخبراء على أهمية الالتزام بتطعيم الأطفال وضمان وصول اللقاحات للجميع، خاصة الوافدين الجدد. في الوقت الذي تعمل فيه بلجيكا على تعزيز أنظمة المراقبة والمتابعة، يجب أن تبقى جهود الجميع مركزة على الحفاظ على معدلات تطعيم عالية لحماية الأجيال القادمة من هذا الخطر الذي يبدو أنه لم يختف تمامًا.