عربي في بلجيكا يقرر التوقف عن العمل بسبب راتب زوجته السابقة المرتفع

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ رجل عربي في بلجيكا يقرر التوقف عن العمل والحصول على راتب البطالة بسبب زوجته السابقة، التي تحصل على راتب أعلى منه، وإضافة إلى ذلك، تحصل على نفقة مالية شهرية من راتبه الخاص لأنه يعمل براتب جيد. وحصلت على أموال الضريبة الخاصة به، لمدة عامين، بعد الإنفصال مع أنه هو الذي كان يعمل، وهي كانت تجلس في المنزل. هذا الرجل العربي يعتبر أن ذلك سرقة من المرأة، وخيانة من القوانين البلجيكية.
لطالما كان شخصًا مؤمنًا بقيمة العمل والجهد. لكنه وجد نفسه في موقف يجعله يتساءل: هل العمل في ظل هذه الظروف يستحق العناء؟ اسمه أحمد سعيد، رجل عربي يحمل الجنسية البلجيكية، ويريد مشاركة قصته التي دفعته لإتخاذ قرار غير متوقع.
بين العمل ونفقة الأطفال .. حسابات غير عادلة
لديه طفلان من زوجته السابقة، ويدفع لهما نفقة شهرية قدرها 300 يورو. لا يعترض على دعم أطفاله، لكن المشكلة تبدأ حين ننظر إلى الصورة الأكبر. زوجته السابقة تحصل على راتب 1790 يورو شهريًا، بالإضافة إلى 440 يورو من منظمات دعم الأطفال. إذن راتبها الشهري يصل إلى 2530 يورو. حيث تحصل على هذا المبلغ كل شهر بدون أن تعمل أي يوم. ناهيك عن المساعدات الأخرى التي تقدمها الدولة البلجيكية لها، ومنها تخفيض الكهرباء والغاز ومساعدة المنزل التي تصل إلى 180 يورو شهرياً، زائد المساعدات الأخرى، وخاصة عندما تزور الطبيب، فإنها تدفع يورو واحد فقط. في المقابل، راتب زوجها السابق أحمد الذي يعمل في شركة تنظيف حوالي 2000 يورو شهريًا، وبعد خصم النفقة، يتبقى له 1700 يورو فقط، أي أنه يعيش بموارد أقل منها رغم أنه يعمل بجد، بينما هي تستفيد من المساعدات المختلفة.
أبٌ يرى أطفاله 4 أيام فقط في الشهر!
ما يزيد إحساسه بالظلم هو أنه، رغم دفعه للنفقة والضرائب، لا يرى أطفاله سوى أربعة أيام في الشهر! كيف يُعقل أن يدفع من ماله، بينما يحصل على وقت محدود جدًا معهم؟ أليس من المفترض أن يكون للآباء حقوق متساوية في تربية أطفالهم في بلجيكا؟ وهو يعتقد أن أموال النفقة في بلجيكا لأنها تقوم بإرسال هذه الأموال إلى أهلها، في حين أن أطفاله، لا يلبسون الملابس الجميلة، ومُهملون ويترعرعون ويكبرون بدون أبيهم. وهذا ظلم للأطفال أولاً، ثم للأب. لذلك قرر الجلوس في المنزل حتى يُطالب بنفس الحقوق، وخاصة حقوق إستضافة أطفاله أسبوع له، وزوجته أسبوع. لأنه يريد التفرغ للأطفال، وليس للعمل.
قرار غير متوقع.. لكنه منطقي!
بعد التفكير مليًا، قرر التوقف عن العمل. قد يبدو هذا القرار صادمًا للبعض، لكنه من الناحية المالية يبدو الخيار الأكثر منطقية. حيث أنه إذا ترك عمله، سيحصل على مبلغ 1600 يورو من راتب البطالة، وسيكون معفيًا من دفع النفقة لأن دخله منخفض. بهذه الطريقة، سيكون لديه دخل قريب مما كان يحصل عليه أثناء العمل. لكن بدون عناء الوظيفة، وبدون الشعور بأنه يُستغل لصالح شخص آخر. وأيضاً سيحصل على نفس المساعدات. هو يحب أن يعمل، ولكن على حد قوله أن النظام في بلجيكا سيئ جداً. لذلك قرر الإستفادة منه قدر الإمكان.
نظام بلجيكا بحاجة إلى إعادة نظر
لا يقول إنه سعيد بهذا القرار، لكنه يعكس مشكلة أعمق في النظام البلجيكي. لماذا يُترك الآباء ليشعروا أنهم مجرد “محافظ نقود“؟ لماذا لا يتم توزيع الحقوق والواجبات بشكل أكثر عدالة بين الطرفين؟ إن الاستمرار في هذا الوضع يدفع الكثيرين إلى الشعور بالإحباط، وربما اتخاذ قرارات مماثلة، مما يضر بالمجتمع البلجيكي ككل.
رسالته ليست فقط للآباء الذين يمرون بنفس وضعه، بل أيضًا لصنّاع القرار في بلجيكا. حان الوقت لإعادة النظر في القوانين المتعلقة بالنفقة والحقوق الأبوية، حتى لا يجد الآباء أنفسهم مجبرين على اتخاذ قرارات كهذه فقط ليحصلوا على بعض العدل.