خلاف حاد في بلجيكا.. روسو يرفض رؤية وزير الدفاع البلجيكي بشأن أوكرانيا
موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ رئيس حزب (فوروَيت)، “كونر روسو”، يُعارض تصريحات وزير الدفاع البلجيكي، “ثيو فرانكن”، الذي يرى أن أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن بعض أراضيها لروسيا في أي اتفاقية سلام مستقبلية.
وخلال مقابلة مع قناة VTM NIEUWS، شدد روسو على ضرورة إرسال رسالة واضحة إلى الرئيس الروسي “بوتين” تؤكد دعم أوكرانيا، مؤكدًا أن الأراضي التي استولى عليها بوتين بشكل غير شرعي يجب أن تعود لأوكرانيا، معتبرًا ذلك نقطة انطلاق لأي مفاوضات.
خلاف حول مستقبل أوكرانيا
في تصريحاته، أشار وزير الدفاع البلجيكي إلى أن اتفاقية السلام المستقبلية قد تشمل احتفاظ روسيا بالمناطق التي استولت عليها، خاصة إذا لم تحقق أوكرانيا انتصارًا عسكريًا. وأضاف أن الحلول الدبلوماسية قد تكون الخيار الوحيد المتبقي إذا استحال تحقيق نصر عسكري حاسم.
لكن ” كونور روسو” رفض هذا الطرح بشدة، مؤكدًا أن أي تنازل لأوكرانيا يعني إعطاء الضوء الأخضر لموسكو للتوسع أكثر، متسائلًا عن الخطوة التالية بعد أوكرانيا: “هل ستكون مولدوفا أو جورجيا؟ هذا سيجعل حياتنا أكثر تكلفة وسيؤدي إلى خسائر بشرية فادحة”، مشيرًا إلى أن العالم يراقب وينتظر من أوروبا أن تتخذ موقفًا قويًا.
هل ترسل بلجيكا قوات إلى أوكرانيا؟
عند سؤاله عما إذا كان ينبغي على بلجيكا إرسال قوات إلى أوكرانيا، شدد روسو على أن بلاده يجب أن تساهم في إطار أوروبي مشترك للحفاظ على السلام، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يتضمن إرسال قوات فعلية أم يقتصر على الدعم العسكري والسياسي.
وزير الدفاع ثيو فرانكين يوضح موقفه وينفي كراهية ترامب
بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته، أوضح “فرانكن” عبر منصة X (تويتر سابقًا) أنه لا يدعو إلى تقسيم أوكرانيا. بل كان يتحدث عن سيناريو محتمل لمفاوضات السلام وليس عن رأي شخصي.
وكما رفض الاتهامات بأنه يستلهم مواقفه من العداء للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، مؤكدًا دعمه للشعب الأوكراني وقيادته.
كونور روسو: “ترامب مجرد مزارع”
في سياق آخر، علّق روسو على الصراع بين ترامب والرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، ووصف “ترامب” بأنه “مزارع” يهتم فقط بنفسه ولا يكترث لأرواح الناس أو لمصالح أوروبا. ورغم ذلك، أكد أن الولايات المتحدة تظل حليفًا رئيسيًا، مشددًا على ضرورة بناء أوروبا قوية وموثوقة في ظل تراجع الثقة في الإدارة الأمريكية الحالية.
أوروبا وتمويل الدفاع البلجيكي
“روسو” دعا أيضًا إلى زيادة ميزانية الدفاع البلجيكية، لكنه شدد على ضرورة أن تساعد أوروبا في ذلك، مشيرًا إلى أن بلجيكا، كدولة صغيرة، لا يمكنها مواجهة روسيا بمفردها.
كما انتقد القواعد المالية الصارمة التي قد تعرقل الاستثمارات الدفاعية، مطالبًا بإعادة النظر فيها حتى لا يُعاقَبَ أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين يزيدون إنفاقهم العسكري.
تحديات الميزانية البلجيكية
للوفاء بمعايير حلف الناتو، تحتاج بلجيكا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي بحوالي 4 مليارات يورو سنويًا، وهو تحدٍّ صعب للحكومة التي تسعى للحفاظ على التوازن المالي.
وأكد “روسو” أن هذا التمويل لا يجب أن يأتي على حساب الضمان الاجتماعي أو الخدمات الأساسية، قائلًا: “لا يمكننا التضحية بالرعاية الصحية أو الرواتب العادلة أو الأمن الداخلي من أجل الدفاع.”
تحليل الموقف الأوروبي
يعكس الجدل بين “كونور روسو” و “ثيو فرانكن” انقسامًا أوروبيًا متزايدًا حول كيفية التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية. ففي حين يدعو البعض إلى الواقعية والبحث عن حلول دبلوماسية، يصر آخرون على دعم أوكرانيا بشكل غير مشروط لمنع موسكو من تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية قد تشجعها على مزيد من العدوان في المستقبل.
