خرائط جوجل تقود شاب عربي في بلجيكا إلى مغامرة مرعبة

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ في ليلة ضبابية من ليالي الشتاء في قرية Zonnebeke الهادئة بمقاطعة فلاندرن الغربية، عاش شاب عربي مقيم في بلجيكا واحدة من أكثر الليالي إثارة في حياته. بينما كان يعتمد على خرائط جوجل للوصول إلى وجهته، قادته التقنية التي يثق بها كثيرون إلى طريق زراعي مظلم ومعزول، محاط بحقول واسعة وسماء ملبدة بالضباب.

مع تقدم السيارة ببطء على الطريق الطيني، بدأ الوحل يزداد عمقًا تحت عجلاتها حتى علقت بالكامل. الضباب الكثيف جعل من الصعب عليه رؤية أي معالم قريبة، وأصبحت الظلمة المحيطة أكثر رعبًا. بعد محاولات يائسة لتحريك السيارة، أدرك الشاب العربي أنه بحاجة إلى المساعدة.

البحث عن مساعدة وسط الخوف والظلام

لم يكن أمام الشاب سوى الاعتماد على هاتفه لطلب المساعدة، لكن الإشارة الضعيفة جعلت الاتصال بأي شخص مستحيلاً. قرر السير على قدميه في الوحل والظلام إلى أقرب بيت، والذي كان يبعد حوالي 200 متر. عند وصوله، طرق الباب مرارًا لكنه لاحظ أن صاحب المنزل، الذي كان يراقبه بحذر من خلف الستائر، لم يفتح له الباب خوفًا من كونه غريبًا وأجنبيًا في هذا الوقت المتأخر.

بعد محاولات عدة بلا جدوى، تابع الشاب السير إلى منزل آخر في الجوار. عند وصوله، وجد المزارع البلجيكي، الذي بدوره كان مترددًا وخائفًا من فتح الباب. لكن الشاب أصر وأخبره بقصته. بعد فترة من الحديث والإقناع، قرر المزارع، الذي اتضح أنه شخص ودود، مساعدته.

قاد المزارع البلجيكي تراكتوره الكبير، إلى مكان السيارة العالقة في الوحل، وقام بسحبها بكل حذر وسط الظروف الصعبة. أثناء سحب السيارة، أخبر المزارع الشاب أن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه المشكلة في هذا الطريق، حيث علق حوالي 70 شخصًا في العام الماضي بسبب توجيهات خرائط جوجل الخاطئة.

المزارع أضاف أنه وسكان القرية أبلغوا البلدية عدة مرات لإغلاق الطريق في التطبيق أو وضع علامات تحذيرية، لكن دون جدوى. بعد إخراج السيارة من الوحل، طلب المزارع مبلغًا بسيطًا قدره 25 يورو فقط، مما أثار استغراب الشاب من تواضع الرجل رغم جهده الكبير.

درس لا يُنسى

خرج الشاب العربي من تلك الليلة بدروس عديدة. التقنية، رغم فوائدها، قد تكون خادعة أحيانًا، والإنسانية ما زالت موجودة في أماكن غير متوقعة. حيث غادر قرية Zonnebeke بشعور من الامتنان للمزارع الذي لم يتردد في مد يد العون رغم التحفظات الأولية، وقصة مشوقة سيحكيها لأصدقائه وعائلته لسنوات طويلة.

ملاحظة: هذا الشاب متابع لموقعنا، لذلك القصة حقيقية، وحدثت قبل أيام عندما كان الضباب منتشر في بلجيكا. لذلك دائماً لا تثق بأي تقنية، واختر الطرق الجيدة، وليست الطرق الزراعية، حتى لو كانت هناك زيادة بعض الكيلو مترات.