ترامب يغير قواعد اللعبة.. هل تستطيع أوروبا مواجهة روسيا بمفردها؟

موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ ترامب يغير قواعد اللعبة منذ لحظة فوزه بالرئاسة، حيث انتهج “دونالد ترامب” سياسات غير تقليدية قلبت الموازين داخليًا وخارجيًا.وذلك بعد أن فرض تعريفات جمركية مشددة، وانسحب من الاتفاقيات الدولية، واتخذ قرارات مثيرة للجدل سابقاً مثل نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس بفلسطين المحتلة.
نهجه الصادم أعاد تشكيل السياسة الأمريكية، محدثًا انقسامًا حادًا بين مؤيديه ومعارضيه. حيث شهدت السياسة الخارجية الأمريكية تحولات مفاجئة، خاصة مع تزايد تقارب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”.
وهذا التغيير أثار قلقًا واسعًا داخل الأوساط السياسية في أوروبا، حيث يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتبنى نهجًا مغايرًا تمامًا عن سابقتها فيما يخص الحرب الأوكرانية.
“ترامب” يرى أن الصراع في أوكرانيا شأن أوروبي وليس قضية أمريكية، ويعتقد أن استمرار الدعم العسكري والمالي لكييف مكلف للغاية بالنسبة لبلاده، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية مثل ارتفاع الدين العام والتضخم.
إضافة إلى ذلك، لا يعتبر “ترامب” روسيا تهديدًا مباشرًا مقارنة بالصين، ويرى أن أي تصعيد مع موسكو قد يدفعها نحو تحالف أقوى مع بكين، مما قد يؤدي إلى تهديد أكبر للمصالح الأمريكية العالمية.
انعكاسات الموقف الأمريكي الجديد على الناتو
تغيير الموقف الأمريكي بدأ يؤثر بشكل واضح على تماسك حلف شمال الأطلسي (الناتو). منذ بداية الحرب، كانت الولايات المتحدة القوة الدافعة وراء دعم أوكرانيا، لكن الآن، هناك إشارات قوية إلى أن واشنطن قد تسحب دعمها، مما يترك الدول الأوروبية في موقف صعب.
الدول الأعضاء في الناتو، وخاصة في شرق أوروبا، تعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية. وفي حال تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها، قد تجد تلك الدول نفسها بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير. هذا التحول قد يشكل عبئًا إضافيًا على الاقتصادات الأوروبية التي تعاني بالفعل من ضغوط اقتصادية.
روسيا تستغل الانقسامات داخل الحلف
ومع تصاعد الخلافات داخل الناتو، تجد روسيا فرصة مثالية لتعزيز نفوذها في المنطقة. أي انقسام داخل الحلف سيصب في مصلحة موسكو، التي تسعى إلى استغلال أي ضعف في الجبهة الغربية لتعزيز موقفها على الساحة الدولية.
هناك قلق متزايد من أن بعض الدول الأوروبية قد تبدأ في البحث عن حلول سياسية بديلة للتعامل مع روسيا بدلًا من الاعتماد على الموقف الموحد للناتو.
بعض الأصوات داخل أوروبا بدأت تنادي بإعادة النظر في العقوبات المفروضة على موسكو، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك الموقف الغربي الموحد ضد روسيا.
تحديات كبيرة تواجه أوروبا
أمام هذا الواقع الجديد، تجد الدول الأوروبية نفسها مجبرة على التفكير في حلول بديلة. هناك دعوات متزايدة لإنشاء قوة دفاعية أوروبية مستقلة، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة.
لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب استثمارات ضخمة ودرجة عالية من التنسيق بين الدول الأوروبية، وهو أمر لا يزال يواجه تحديات سياسية واقتصادية. في الوقت نفسه، تحاول بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا قيادة جهود لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، إلا أن هذا لن يكون كافيًا لتعويض غياب الولايات المتحدة على المدى القصير.
الناتو أمام اختبار حاسم
وفي ظل هذه التغيرات السريعة، يواجه حلف الناتو أخطر اختبار في تاريخه. تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يؤدي إلى تغيير موازين القوى العالمية ويجبر أوروبا على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن أمنها واستقلالها العسكري.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، خاصة مع تصاعد الدعوات داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في السياسات الدفاعية وتعزيز الاستقلال العسكري.
ومع استمرار الغموض حول موقف الولايات المتحدة، ستظل أوروبا أمام تحدٍ كبير: هل يمكنها الحفاظ على تماسكها في مواجهة روسيا، أم أن الانقسامات الداخلية ستؤدي إلى إعادة تشكيل النظام الأمني العالمي؟