انفجار لاهاي: الكارثة التي هزّت المدينة الهولندية وسباق مع الزمن لإنقاذ الضحايا
موقع اخبار بلجيكا vtmnews _ شهدت مدينة لاهاي الهولندية صباح اليوم حادثًا مأساويًا تمثّل في انفجار هائل في مبنى سكني مكون من ثلاثة طوابق، أدى إلى انهيار جزء كبير من المبنى وترك خلفه مشهدًا من الدمار والقلق.
بينما تواصل فرق الطوارئ الهولندية جهودها المضنية للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض، تظل الأسئلة حول الأسباب المحتملة لهذا الانفجار قائمة، وسط تضامن مجتمعي ودولي مع المتضررين.
ما الذي حدث في مدينة لاهاي؟
وقع الانفجار حوالي الساعة 6:15 صباحًا في حي Tarwekamp في مدينة لاهاي، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير وانهيار أجزاء واسعة من المبنى السكني. ووفقًا للتقارير، فقد تم تدمير خمس شقق بالكامل، بينما تأثرت الشقق المجاورة بشكل كبير.
على الرغم من الجهود الجارية، يُعتقد أن 20 شخصًا قد يكونون عالقين تحت الأنقاض. وتم حتى الآن نقل أربعة ضحايا إلى المستشفى، بينهم طفل حسب تصريحات مجلس مدينة لاهاي صباحًا، لكن السلطات الهولندية نفت هذه المعلومة لاحقًا.
جهود الإنقاذ المستمرة في لاهاي
فرق الطوارئ والبحث والإنقاذ الحضري (USAR) تعمل بلا توقف للبحث عن الناجين باستخدام كلاب مدربة ومعدات حديثة. ومع ذلك، فإن الوضع يتسم بالخطورة، حيث لا يزال المبنى غير مستقر، مما دفع السلطات إلى تعليق عمليات البحث لفترات مؤقتة حفاظًا على سلامة المنقذين.
متحدث بإسم فرقة الإطفاء صرح بأن الأمل في العثور على أشخاص أحياء يتضاءل مع مرور الوقت، إلا أن فرق الإنقاذ لم تفقد الأمل تمامًا وتواصل العمل بحذر لإزالة الحطام تدريجيًا.
تحقيقات الشرطة الهولندية والمشتبهات
بينما تركز الجهود على إنقاذ الضحايا، بدأت الشرطة الهولندية تحقيقًا مكثفًا لتحديد أسباب الانفجار. شهود عيان أفادوا برؤية سيارة تنطلق بسرعة عالية بعيدًا عن موقع الانفجار، مما أثار تكهنات بوجود صلة محتملة بين الحادث والسيارة.
كما تحقق الشرطة في هولندا في سيارة محترقة تم العثور عليها على بعد 10 أمتار من المبنى المتضرر. حتى الآن، لم تؤكد السلطات وجود أي صلة مباشرة بين السيارة والانفجار، لكن التحقيقات لا تزال جارية.
آثار الدمار والرعاية المجتمعية في مدينة لاهاي
وفقًا للشهود، ترك الانفجار فجوة كبيرة في المبنى المنهار، بينما تعرضت الشقق المجاورة لأضرار بالغة. في حين أن عددًا من السكان نجوا، فقد فقدوا منازلهم وكل ممتلكاتهم.
بلدية لاهاي، بالتعاون مع الصليب الأحمر، فتحت مراكز إيواء مؤقتة للسكان المتضررين لتقديم الدعم النفسي والمادي. في هذه المراكز، يتلقى السكان الطعام والملابس ومساعدات أخرى، بينما يتواجد متخصصون في الدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع الصدمة.
تحديات أمام فرق الإنقاذ في لاهاي
التعامل مع المبنى المنهار يمثل تحديًا كبيرًا لفرق الإنقاذ. الكلاب المدربة، التي تُستخدم للبحث عن الناجين، تم إعادتها في وقت سابق بسبب عدم استقرار المبنى، مما زاد من تعقيد المهمة.
في هذه الأثناء، تم نشر فريق يضم مهندسي بناء لتقييم الوضع وضمان سلامة المنقذين أثناء عمليات البحث. كما تعمل السلطات على خطة جديدة لاستكمال إزالة الحطام بأمان.
تضامن واسع مع الضحايا وخاصة من بلجيكا
تلقى الحادث تضامنًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي. افتتحت السلطات الهولندية خطًا ساخنًا خاصًا للأشخاص الذين يبحثون عن أحبائهم المفقودين في الحادث، حيث يمكنهم التواصل للحصول على معلومات أو طلب المساعدة.
الزوجان الملكيان في هولندا، الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما، عبّرا عن تعاطفهما مع الضحايا وأسرهم في رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلين: “قلوبنا مع المتضررين من هذا الانفجار المروع. نثني على جهود فرق الطوارئ التي تعمل بلا كلل لإنقاذ الأرواح.”
أسباب انفجار لاهاي: لغز لم يُحل بعد
حتى الآن، لم تُعرف الأسباب الدقيقة وراء الانفجار. ومع ذلك، يظل العثور على سيارة مشبوهة محترقة قرب الموقع ودعوات الشهود الذين رأوا سيارة مسرعة بعيدًا عن المكان محورًا رئيسيًا للتحقيق.
بينما تستمر السلطات في البحث عن أدلة، يأمل الجميع أن تقدم الأيام المقبلة إجابات واضحة حول هذا الحادث المأساوي.
في النهاية، انفجار لاهاي يمثل مأساة إنسانية كبيرة، حيث ترك عشرات الأسر دون مأوى وأثار الحزن والخوف في قلوب الجميع. ومع ذلك، فإن استجابة المجتمع وفرق الإنقاذ تعكس روح التضامن والإصرار على تجاوز المحنة.
بينما تواصل السلطات الهولندية عملها لفهم أسباب الانفجار وإنقاذ الأرواح، تظل الأولوية القصوى هي دعم المتضررين وإعادة بناء حياتهم من جديد.