كيف نجوت من محاولة سرقة 100 ألف يورو في بلجيكا؟ قصة حقيقة حدثت لي
موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ لا شيء يُثير الرعب أكثر من تلقي رسالة تفيد بمحاولة دخول غير مصرح به إلى حسابك المصرفي في بلجيكا أو حسابك الخاص في منصة التداول.
في إحدى ليالي الشتاء الهادئة في بلجيكا، كنت على وشك أن أكون ضحية احتيال كادت أن تكلفني 100 ألف يورو. ولكن بفضل الحذر والخبرة السابقة في التعامل مع الاحتيالات، تمكنت من النجاة من هذه الكارثة المالية.
بداية القصة: وصول رسالة على هاتفي مثيرة للريبة
تلقيت رسالة نصية تُخبرني بمحاولة دخول غير معروفة على حسابي في منصة تداول العملات الرقمية “بايننس” من مدينة ملقا في إسبانيا. مضمون الرسالة كان مرعبًا، حيث أشارت إلى أنه “إذا لم أكن أنا من قام بتسجيل الدخول، فعليّ الاتصال برقم هاتف بلجيكي مدرج في الرسالة”.
حيث أُصبت بالخوف في البداية؛ فكيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا، وأنا لم أذهب إلى إسبانيا في ذلك العام. وأيضاً الرسالة وصلتني في المساء، وهو الوقت الذي تُغلق به الشركات والبنوك الكبرى. شعرت أن أموالي في خطر حقيقي، خاصة وأن حسابي في منصة التداول كان يحتوي على مبلغ كبير يُقدر بحوالي 100 ألف يورو.
قرار المواجهة واتخاذ الاحتياط
رغم خوفي، قررت أن أتصل على الرقم المذكور في الرسالة. وبدا أن الشخص على الطرف الآخر يتحدث الإنجليزية بطلاقة. لكن عندما طلبت التحدث باللغة الهولندية، وهي اللغة الرسمية في بلجيكا، أصر على التحدث بالإنجليزية فقط. وافقت على الحديث بالإنجليزية، ولكن شعرت بالريبة من هذه النقطة وخاصة أن رقم الهاتف بلجيكي، ومن الطبيعي أن يتحدث الفرنسية أو الهولندية، ولكنه طلب التحدث بالإنجليزية فقط.
بداية الشك: أسئلة غريبة
بدأ الشخص المكالمة بسؤال عن اسمي في منصة بايننس. كان هذا الطلب مريبًا للغاية، فالشركات الرسمية مثل بايننس لن تطلب منك معلومات شخصية بهذه الطريقة. قررت تزويده بإسمي الأول فقط بحذر، فقلت له إسمي عمر، وقمت بتهجئة الإسم حرف حرف. ثم حدثت الصدمة؛ طرح عليّ سؤالًا غريبًا وغير متوقع: “هل أنت مسلم؟”.
المفاجأة والانكشاف
ترددت في الإجابة، لكنه كرر السؤال مرتين بصوت واثق. قلت له: “نعم”، ليرد سريعًا باللغة الإنجليزية: “لا تحاول الاتصال بهذا الرقم مرة أخرى. نحن لا نسرق المسلمين.” ثم أنهى المكالمة بعبارة “مع السلامة” باللغة العربية، وبلكنة تُشير إلى أنه من شمال إفريقيا. أنا أحب سكان شمال إفريقيا كثيراً، وكل التحية للمغرب والجزائر وتونس، ولكن هذا الشخص، حتى أنه لم يسرقني، لأنني مسلم، إلا أنه يعتبر في نظري، “لص أو سارق”. فكيف تسرق أموال شخص مهما كان دينه أو عرقه، ثم تنام مرتاح البال.
الاستنتاج
في تلك اللحظة، تأكدت أنني كنت على وشك الوقوع في فخ احتيال كبير. حيث حاول هذا الشخص استغلال الخوف الذي ولّدته الرسالة النصية ليحصل على معلومات حساسة تمكنه من سرقة أموالي في حساب منصة التداول.
نصيحة ذهبية لتجنب الاحتيال
ما حدث معي درس مهم لكل من يستخدم المنصات المالية الرقمية أو الحسابات البنكية في بلجيكا. إذا تلقيت رسالة مشابهة، فلا تستجب فورًا. تواصل فقط مع الأرقام الرسمية المسجلة على الموقع الرسمي للشركة. وتجنب مشاركة معلومات حساسة مع أي شخص يدعي أنه يمثل المؤسسة التي تتعامل معها.
لحسن الحظ، تمكنت من النجاة من هذه المحاولة بفضل الحذر والتجارب السابقة، ولكن الحذر مطلوب دائمًا. في عالم التكنولوجيا اليوم، الاحتيال الإلكتروني في تزايد، والوعي هو أفضل سلاح للحماية.
تخيلوا لو سرق هذا الشخص مالي الخاص وهو مبلغ كبير جداً، كان من المحتمل أن أدخل في حالة إكتئاب، ولن أشفى منها لسنوات. لذلك نصيحة لا تتداول بأموالك، ولا تقوم بتقليد الآخرين، لأنه لدي خبرة كبيرة جداً في هذا المجال الخطير. وعانيت كثيراً جداً في البداية. وحاول إستصمر اموالك على أرض الواقع في بلجيكا. كمثال إفتح شركة أو مطعم او مقهى أو أي شيئ يجب لك المال. بالتوفيق للجميع.