اخبار بلجيكا الآن _ في ظل أزمة الطاقة الحالية وتزايد تكاليف الوقود في بلجيكا، يعاني العديد من الأسر البلجيكية من صعوبات مالية غير مدركين لوجود دعم مالي قد يسهم في تخفيف هذه الأعباء.

حيث تشير التقديرات الحديثة إلى أن حوالي ثمانين ألف أسرة في بلجيكا قد تكون مؤهلة للحصول على إعانات من “صندوق التدفئة الاجتماعية”، وهو دعم مالي يستهدف الأسر محدودة الدخل لمساعدتها على تغطية تكاليف التدفئة خلال فصل الشتاء القادم. ويُعتقد أن الصندوق قد يستفيد منه ما يقرب من 150 ألف أسرة.

زيادة كبيرة في عدد المستفيدين من إعانات التدفئة في بلجيكا

تشير الأرقام إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المستفيدين من دعم التدفئة في بلجيكا، حيث بلغ عدد الأسر المؤهلة في العام الماضي حوالي 70 ألف أسرة. ومع الارتفاع المتزايد في أسعار الوقود، من المتوقع أن يتضاعف هذا العدد، ليصل إلى حوالي 45 ألف أسرة استفادت من الدعم خلال الشهور الثمانية الأولى من هذا العام، ما يشير إلى احتياج متزايد ومستمر.

ارتفاع نسبة الأسر التي تواجه “فقر الطاقة في بلجيكا”

توضح بيانات مؤسسة الملك البلجيكي السابق “بودوان” أن 21.9 في المئة من الأسر البلجيكية تعيش في حالة “فقر طاقي”، حيث يواجه حوالي 13.7 في المئة من الأسر فواتير طاقة مرتفعة مقارنة بدخلهم المحدود، بينما تضطر 6.3 في المئة من الأسر البلجيكية لخفض ميزانية التدفئة، مما يعرضها للبرد القارس خلال فصل الشتاء.

وأكد المدير العام لصندوق التدفئة الاجتماعية في بلجيكا “والتر فالجريف”، أن العديد من الأسر تخشى رفع ميزانية التدفئة بسبب نقص الموارد، ما يجبرها على العيش في ظروف شتوية قاسية.

عقبات تعيق الوصول إلى الدعم

وفقًا للمدير العام، يعاني الكثيرون من صعوبات متعددة تحول دون تقديمهم لطلبات الدعم، مثل عدم معرفة الشروط والإجراءات اللازمة، والصعوبات النفسية والضغوط الاقتصادية التي تجعلهم يترددون في اتخاذ الخطوات اللازمة.

كما يعتقد بعض الأفراد الذين تم رفضهم سابقًا أنهم غير مؤهلين مرة أخرى، رغم أن الظروف قد تكون تغيرت مؤخرًا مما يمنحهم الحق في الحصول على هذا الدعم.

إقرأ أيضاً: مستقبل الطاقة في بلجيكا: هل سيتم الاعتماد على الطاقة المتجددة أم الغاز الطبيعي؟

شروط الحصول على دعم التدفئة الاجتماعية وإجراءات التقديم في بلجيكا

يمكن للأسر ذات الدخل المحدود التي تعتمد على التدفئة بالمازوت أو غاز البروبان أو الكيروسين التقدم للحصول على الدعم عبر “صندوق التدفئة الاجتماعية في بلجيكا”. وتشمل الفئات المستحقة:

• الأفراد الذين يحصلون على مساعدات من التأمين الصحي للإعاقة.
• ذوو الدخل المنخفض.
• الأفراد الذين يمرون بعملية وساطة في الديون.

للراغبين في التقديم، يمكن زيارة وحدة الطاقة التابعة لمراكز الخدمات الاجتماعية (CPAS) المحلية. حيث يوفر الصندوق أيضًا نموذج محاكاة عبر الإنترنت يساعد على التحقق من الأهلية وتقدير مبلغ الدعم المتوقع.

دعوات لتحديث آلية دعم الطاقة في بلجيكا

في ظل ارتفاع أسعار الوقود في بلجيكا بشكل كبير عما كانت عليه قبل الأزمة، يشدد “والتر فالجريف” على ضرورة تحديث آلية دعم الطاقة البلجيكية. حيث يرى أن الدعم الحالي أصبح غير كافٍ لمساعدة الأسر المتأثرة بشكل فعّال.

كما يقترح والتر فالجريف مراجعة السياسات وزيادة الدعم ليتماشى مع التكاليف الحالية، مما سيسهم في تقديم حماية أفضل للأسر المتضررة.

مع استمرار ارتفاع تكاليف الطاقة، يبدو أن تعديل آلية الدعم لم يعد رفاهية، بل ضرورة لمواجهة تحديات فصل الشتاء القاسية وضمان توفير الحد الأدنى من الدفء والأمان للأسر البلجيكية ذات الدخل المحدود.