بلجيكا تواصل شراء الأسلحة من إسرائيل رغم تصاعد الجدل السياسي
موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ منذ اندلاع الحرب في غزة خلال أكتوبر 2023، استمرت بلجيكا في إبرام صفقات عسكرية مع شركات الدفاع الإسرائيلية، وفقًا لتحقيق أجرته قناة VRT. حيث سجلت وزارة الدفاع البلجيكية شراء أكثر من 109.5 طن من الذخيرة إلى جانب مركبة مدرعة، في حين ظلت الشركات المملوكة للحكومة الإسرائيلية طرفًا رئيسيًا في هذه المعاملات.
استمرت الصفقات العسكرية حتى بعد تصاعد الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين. حيث خلفت العمليات الإسرائيلية أكثر من 48 ألف قتيل، 70% منهم من النساء والأطفال، وفقًا لتقارير حقوقية دولية. منظمات مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وصفت ما يحدث بأنه إبادة جماعية. فيما صدرت مذكرات اعتقال دولية ضد قادة إسرائيليين بتهم تتعلق بجرائم الحرب.
صفقات سلاح مستمرة في بلجيكا رغم الانتقادات
وزارة الدفاع البلجيكية، بقيادة “لوديفين ديدوندر” سابقًا ثم “ثيو فرانكين” حاليًا، أبرمت عقود شراء ضخمة مع شركات إسرائيلية مثل شركة IMI Systems، التي أصبحت جزءًا من مجموعة Elbit Systems، أحد أكبر مزودي الأسلحة للجيش الإسرائيلي. وتُتهم شركت إلبيت الإسرائيلية بلعب دور أساسي في الهجمات على غزة والضفة الغربية. حيث توفر معدات متطورة للمراقبة والضربات الجوية.
رغم الانتقادات التي طالت شركة إلبيت من قبل الحكومة البلجيكية الفيدرالية نفسها. حيث أعرب وزير المالية السابق “فينسنت فان بيتيغيم” عن قلقه بشأن تعاملات بنك BNP Paribas Fortis مع الشركة. إلا أن الجيش البلجيكي واصل شراء الذخيرة منها، في خطوة أثارت تساؤلات حول ازدواجية الموقف البلجيكي تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
مركبات مدرعة وتجهيزات عسكرية من إسرائيل
لم تقتصر المشتريات على الذخيرة، إذ أدرج الجيش البلجيكي في صفقاته مركبة مدرعة من طراز “بيرانا”، تم شراؤها من الفرع الإسرائيلي لشركة DSV الدنماركية. كما تعاملت بلجيكا مع شركات مملوكة للحكومة الإسرائيلية، مثل “رافائيل” التي كانت سابقًا تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية قبل أن تصبح واحدة من أكبر شركات التصنيع العسكري في إسرائيل.
كذلك، استمر التعاون مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، المسؤولة عن تزويد الجيش البلجيكي بمكونات إلكترونية وأجزاء للطائرات، رغم كونها شركة حكومية إسرائيلية ذات ارتباطات وثيقة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
جدل سياسي في بلجيكا حول الاستمرار في الصفقات
أشار الباحث “ديدريك كوبس” من المعهد البلجيكي الفلماني للسلام، إلى أن بلجيكا تطبق سياسة صارمة فيما يخص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. لكن عمليات الاستيراد من شركات الدفاع الإسرائيلية تطرح إشكاليات سياسية واضحة. ويرى “كوبس” أن هناك اعتمادًا طويل الأمد بين الصناعات العسكرية الأوروبية والإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بتطوير صواريخ مثل “سبايك” والمعدات الدفاعية الأخرى.
على الجانب الآخر، أكد وزير الدفاع البلجيكي “ثيو فرانكين” أن بلجيكا ليست ملزمة قانونيًا بوقف شراء الأسلحة من إسرائيل. إذ لا توجد عقوبات دولية ضدها. وأوضح أن إسرائيل تعد شريكًا رئيسيًا في الإمدادات العسكرية، مما يعني أن بلجيكا قد تستمر في هذه الصفقات مستقبلاً. رغم الجدل السياسي والضغوط الحقوقية المتزايدة.
ملاحظة: بحكم متابعتنا لوزير الدفاع البلجيكي الجديد “ثيو فرانكين” منذ مدة طويلة وقراءة ما يكتبه دائماً. نعتقد أن إستيراد وتصدير الأسلحة من إسرائيل إلى بلجيكا سيزداد في عهده، لأننا نعتقد أنه ينام في السفارة الإسرائيلية أكثر من منزله.
