التضخم الإقتصادي في بلجيكا سيؤدي إلى ارتفاع الأجور والمعاشات
موقع أخبار بلجيكا vtmnews _ ارتفع التضخم في بلجيكا في شهر يناير إلى 4.1% بعد أن كان 3.2% الشهر الماضي، مما أدى إلى تجاوز المؤشر المحوري، وهو الحد الذي يستوجب معه رفع الأجور الحكومية والمعاشات بنسبة 2%. تأتي هذه الزيادة وسط ارتفاع ملحوظ في أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء، ما يعكس تسارع وتيرة غلاء المعيشة مقارنة بالعام الماضي.
زيادة ملموسة في تكاليف المعيشة في بلجيكا
يشرح الخبير المالي “ستيجن بارت” تأثير التضخم بوضوح، مشيرًا إلى أن العائلة التي أنفقت 100 يورو في يناير 2024، ستحتاج الآن إلى دفع 104 يورو لنفس السلع والخدمات. وتوقع مكتب التخطيط البلجيكي الفيدرالي أن يصل التضخم إلى 3.7% لهذا الشهر، إلا أن النسبة الفعلية تجاوزت التوقعات، مما يشير إلى ارتفاع أسرع في الأسعار.
البنك المركزي الأوروبي يضع هدفًا للتضخم عند 2%، وهو الحد الذي يُبنى عليه معظم سياساته النقدية. ولكن التضخم الحالي تجاوز هذا المعدل بضعفين لأول مرة منذ أغسطس 2023، ما يثير مخاوف اقتصادية حول استدامة القوة الشرائية للمستهلكين.
أسعار الطاقة في بلجيكا تقود التضخم
شهدت أسعار الغاز الطبيعي قفزة هائلة بنسبة 93.3% مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 26.7%. كذلك، زادت أسعار السجائر والتبغ بنسبة 27.4%، فيما ارتفع سعر زيت الزيتون بنسبة 20.5%. ويعود جزء من هذا الارتفاع إلى انتهاء الدعم الحكومي على فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي، وهو ما يعرف بـ “الحزمة الأساسية”، ومن المتوقع أن يستمر تأثير ذلك حتى فبراير.
إلى جانب ذلك، أصبح الحصول على خدمات منزلية مثل المساعدة في الصيانة أكثر تكلفة. حيث ارتفع سعر قسائم الخدمة من 9 إلى 10 يورو، مما أدى إلى زيادة قدرها 22.9% مقارنة بالعام الماضي.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات
في الشهر الماضي، سجلت أسعار العديد من المنتجات الغذائية ارتفاعًا كبيرًا، إذ زادت أسعار الحليب والجبن والبيض بنسبة 5.6%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 4%، والزيوت والدهون بنسبة 5.3%، بينما ارتفعت تكلفة القهوة والشاي والكاكاو بنسبة 5.4%. كما تأثرت أسعار المشروبات الكحولية، حيث شهدت المشروبات الروحية ارتفاعًا بنسبة 4.3%، بينما ارتفع سعر النبيذ بنسبة 6.2%، والبيرة بنسبة 3.4%.
كذلك، أصبحت الخدمات الطبية في بلجيكا أكثر تكلفة، حيث شهدت رسوم أطباء الأسنان ارتفاعًا بنسبة 8.7% مقارنة بالشهر الماضي.
انخفاض في بعض الأسعار في بلجيكا
على الرغم من هذا الارتفاع العام في الأسعار، شهدت بعض المنتجات والخدمات انخفاضًا ملحوظًا، مثل خدمات الهاتف المحمول (-19.8%)، وأجهزة الكمبيوتر (-17.5%)، وأجهزة التلفزيون (-16.5%). كما أصبحت الرحلات الخارجية، وغرف الفنادق، ورحلات المدن أرخص مما كانت عليه سابقًا.
زيادة في الأجور والمعاشات بعد تجاوز المؤشر المحوري
مع تجاوز المؤشر المحوري، سيتم رفع المعاشات والمزايا الاجتماعية في شهر فبراير، بينما ستزيد الأجور الحكومية في مارس. وفقًا لمكتب التخطيط الفيدرالي، من غير المتوقع حدوث تجاوز جديد للمؤشر خلال العام الجاري، حيث كان آخر تجاوز قد حدث في أبريل 2024.
مقترح جديد لحساب التضخم في بلجيكا
في سياق الجدل الدائر حول ارتفاع الأسعار، قدم بارت دي ويفر، المنسق السياسي البلجيكي، مقترحًا لتغيير آلية حساب التضخم، بحيث يتم قياسه على مدى 12 شهرًا بدلًا من 4 أشهر. يرى أن تطبيق هذا النظام الجديد كان سيؤدي إلى تأخير تجاوز المؤشر، مما قد يحد من تأثير التضخم على زيادات الأجور والمزايا الحكومية في المستقبل.
ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد يضعان تحديات كبيرة أمام الأسر البلجيكية، حيث تستمر تكاليف المعيشة في الصعود بوتيرة أسرع من المتوقع، مما يستوجب متابعة دقيقة للإجراءات الحكومية والاقتصادية لضمان استقرار القوة الشرائية للمواطنين.